وحدة يوم عرفة بين الفقهي والسياسي

تاريخ النشر : 18/08/2019

عدد المشاهدات : 931

وحدة يوم عرفة بين الفقهي والسياسي

 

في كل عام يتكرر النقاش حول يوم عرفة بين المشرق والمغرب ..
وبعض الأفاضل يردد بأن في المسألة قولان للفقهاء:
القول الأول: أن يوم عرفة هو اليوم الذي يقف فيه الحجاج بعرفة، وأن أهل البلدان الأخرى تبع لهم في تحديد هذا اليوم ..
وهو قول جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة.
القول الثاني: أن يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة سواء وافق هذا اليوم وقفة الحجاج بعرفة أم لم يوافقه، وأن لكل بلد رؤيتهم ..
لكنهم غفلوا عن أن القول الثاني كان له حظ من النظر لما كانت الأقطار متباعدة ووسائل التواصل ضعيفة؛ فيُعتبر باختلاف المطالع ..
اليوم: ينقل لنا وقوف الحجاج بعرفة بالصورة والصوت؛ فأي شيء يمنع تطبيق الأصل الشرعي الذي وضعه قائد الأمة صلى الله عليه وسلم بقوله: “أضحاكم يوم تضحون”؟؟
وهو خطاب عام يشمل جميع المسلمين؛ وبناء عليه قال جمهور الفقهاء -ومنهم المالكية- بتوحيد الرؤية ..
سادتي العلماء: أعتقد أنه يجب اليوم التوجه نحو ما يخدم وحدة المسلمين .. نحن في زمن قوة التكتلات والاتحادات .. لا وجود ولا كرامة للدول القطرية الصغيرة .. نحن بحاجة إلى اتحادات قوية على مستوى الأمة مآلا وعلى المستوى القطري تدرجا .. اتحادات متينة اقتصاديا وسياسيا .. والاتحاد في أزمنة الشعائر: مدخل معنوي هام نحو ذلك المقصد النهضوي الملح ..
بل إن “ترسيخ وحدة المسلمين” من أهم مقاصد شعائر العيد والحج؛ فكيف نميت ذكر هذا المقصد ونبرز مسألة الاختلاف الفقهي؟!
كوننا أمة القرآن وأمة الحج وأمة الأضحى وعرفة .. يجعلنا أولى الأمم بالاتحاد السياسي والاقتصادي ..
لن نصل إلى “اقتصاد قوي باتحاده” ولن يكون لنا “وزن سياسي معتبر” ما لم يكن لنا “عرفة واحد” و”رمضان واحد”؛ تطبيقا لتوجيه نبينا: “صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون”.
فياليت الفقهاء يدركون هذا ويجعلونه معتبرا في تناولهم للاجتهادات الفقهية !

وسوم :عين على السياسة يوم عرفة