بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا اليوم الأغر المبارك السعيد:
يوم الجمعة 3 ربيع الأول من سنة 1436، الموافق: 26 دجنبر 2014؛
نطلق على بركة الله تعالى بث الموقع الإلكتروني: “من مراكش” ..
موقع تطوع لإنجازه وإدارته ثلة من الشباب المحبين جزاهم الله خيرا.
التواصل مع كل الناس؛ وفي مقدمتهم: أبناء وطني وسكان بلدي، بمختلف انتماءاتهم وميولاتهم وطبقاتهم ومستوياتهم ..
تواصلٌ أُقَدّمُ من خلاله مادة ما يقارب عقدين من المشاركة الفكرية والعلمية والدعوية؛ للنفع والانتفاع، للاستفادة والإفادة: تقييما وتقويما، ولِمَ لا: نقدا إيجابيا؛ ينبه على الأخطاء ويعين على استكمال ما نقص واستدراك ما فات ..
تواصلٌ لتبادل الأفكار والمعلومات، والتجارب والخبرات ..
تواصل للحوار والنقاش في مواضيع: الدين والتدين، والدعوة والتاريخ، والإصلاح بكل مجالاته: الفكرية والعلمية والتربوية والدعوية والسياسية ..
تواصل أسمى مقاصده: الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
وأغلى مراميه: إقامة حوار جاد ومثمر في إطار العلم الرصين والفكر المتزن والاحترام المتبادل والأخلاق الكريمة.
تواصل شعاره: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]
تعبيرا لحبي العميق لهذه المدينة الغالية التي احتضنتني: ولادة ونشأة وتعلما وعملا ..
من “دوار كروا” ب: “درب الجديد”؛ الذي أطللت منه أول إطلالة على هذه الحياة ..
إلى حي “جيليز” و”ابتدائية السعدية” ..
إلى حي “الداوديات” و”إعدادية النخيل” ..
فثانوية “سحنون”، وثانوية “أبي العباس السبتي” ..
ثم “دور القرآن الكريم” بأحياء: “بوكار” و”أسيف” و”المسيرة” و”بلبكار” ..
مرورا ب: “ابن تاشفين” المؤسس والمؤسسة ..
وصولا إلى “منتدى إحياء”، و”مركز بلعربي العلوي” ..
مَرّاكُش بفتح الميم وتشديد الراء وضم الكاف، وينطق اليوم براء مشددة مفتوحة ومد وبتسكين فتحة الميم وضم الكاف.
وأصل لفظ مراكش: بربري.
ومعناه بلغة المصامدة: “إمش مسرعا”؛ لأن الموضع الذي تقوم فيه مراكش اليوم كان مكمنا للصوص؛ فكان المارّون فيه يقولون لرفقائهم تلك الكلمة.
وقد أطلق الأوروبيون اسم مراكش على المغرب كله مثل ما فعلوا في تونس والجزائر وطرابلس؛ وذكر بعض المؤرخين أن اسم مراكش بصيغة maroc أطلق على البلد برمته منذ القرن 15.
الميلاد والجغرافيا:
ولدت مراكش في حدود سنة 461 هـ، الموافق 1069 م.
واختار المرابطون جغرافيتها وسط سهول الحوز الأوسط المنخفضة، المكونة من ركام الحجارة وطمي النشر.
تحدها كتلة الأطلس الكبير الجبلية عند خط العرض (31* 37‘ 35″) وخط الطول (7* 59‘ 46″).
على ارتفاع نحو 456 متر عن سطح البحر، على مسافة 155 كيلو متر من آسفي أقرب مدينة ساحلية إلى مراكش ..
إنها جغرافية أدهشت المؤرخين منذ القديم بتباينها في التضاريس؛ حيث تُجاورُ كتلة الأطلس الشاهقة التي ترتفع قممها إلى أكثر من 4000 متر مكللة في الأغلب بالثلوج؛ كما تجاور سهلا جافا قاحلا ينشأ من سفح الجبل.
فسبحان الخلاق..
التأسيس والعمران:
في سنة 461هـ؛ قرر الأمير المرابطي أبو بكر بن عمر رحمه الله تعالى إنشاء قاعدة لدولة المرابطين على مقربة من منطقة (غمات) التي تقع عند قدم الأطلس الكبير، على بعد حوالي 40 كليلو مترا إلى الجنوب من مراكش على ضفاف مجرى مائي صغير.
وكانت (غمات) تتكون من قريتين كبيرتين متميزتين تفصل الواحدة منهما عن الأخرى أجنة وبساتين، والمسافة بينهما نحو ثلاث كيلومترات:
الأولى اسمها: غمات أوريكة، والثانية: غمات هيلانة.
وقد دخلت (غمات) تحت إمرة المرابطين سنة 450هـ/1058م.
وأول ما بناه أبو بكر بن عمر من مدينة مراكش: المسجد، ثم قصر الحجر وهو بيت الإمارة، وهو بمثابة المقر المركزي للحكم، وسمي قصر الحجارة لأن استعمال الحجر في البناء لم يكن سائدا ..
بعد ذلك شرع الناس في بناء الدور وسط السور ..
ثم واصل خلفه الأمير يوسف بن تاشفين -رحمه الله تعالى- إقامة مؤسسات التسيير ومرافق المدينة؛ وكان من أهمها مجلس الشورى؛ وهو مجلس مشكل من الفقهاء، كان بن تاشفين يلتزم مشورته ويقضي على نفسه بفتوى فقهاءه ..
وفي سنة 464 أمر الأمير يوسف ببناء دار السكة لصك النقود، وقد أضحت مقرا للحكم في عهد ولده الأمير علي بن يوسف منذ أن خلفه عام 500.
واصل هذا الأخير تشييد المرافق الحضرية لمدينة مراكش؛ ومن ذلك: تخطيط الهندسة المائية، ووضع الأسس الصناعية الأولى، ووضع نظام ضرائبي ..إلـخ.
ولم يزل عمران المدينة في اتساع مع تعاقب الدول التي حكمت المغرب؛ وكانت أهم محطات التوسعة والتشييد؛ في عهد الموحدين، ثم العلويين؛ لا سيما عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله (محمد الثالث) رحمه الله تعالى ..
كما أخذت المدينة حظها من العناية التنموية في المغرب الحديث، لا سيما في عهد الملك محمد بن الحسن الثاني (محمد السادس) وفقه الله تعالى وبارك في جهوده الإصلاحية ومشاريعه التنموية ..
المدينة الجميلة:
إنها مدينة الأبواب الاثني عشر: باب أيلان، وباب الدباغ، باب الخميس، وباب تاغزوت، وباب دكالة، وباب الرخاء، وباب المخزن، وباب الشريعة، وباب نفيس، وباب الصالحة، وباب غمات وباب الرُب.
مدينة المساجد والجوامع التي يتبوأ شامتها اليوم: جامع الكتبية، ومنها: جامع بن يوسف، وجامع المواسين، ومسجد بريمة، مسجد درب البديع، ومسجد القصبة ..
مدينة الكتاتيب القرآنية والجامعة اليوسفية وخزانة بن يوسف ..
مدينة الصهاريج العظيمة التي يتوسط عقدها: صهريج المنارة ..
مدينة العراصي وبساتين النخيل والرياضات الجميلة؛ مثل: عرصة مولاي عبد السلام، وعرصة الحوتة، وعرصة علي وصالح، وعرصة الملاك، وعرصة أكدال؛ وهي أعظمها وأكبرها ..
مدينة الحرف الأصيلة والصناعات القديمة؛ من أشهرها عالميا: صناعة الجلد والفخار والنقوش ..
مدينة السياحة والتنمية والنسيج الجمعوي الحي والمتميز ..
مدينة دور القرآن الكريم، وجامعة القاضي عياض بكل كلياتها: “الآدب والعلوم الإنسانية”، “اللغة العربية”، “العلوم السياسية والقانونية والاقتصادية”، “الطب”، “العلوم والتكنولوجيا” ..
مدينة الملتقيات العالمية والمؤتمرات الدولية ..
مدينة عرفت بأعلامها من الفقهاء والقراء والأمراء والقضاة والصالحين والمجاهدين والشعراء والأدباء والفلاسفة ..؛ من أمثال: يوسف بن تاشفين، وزينب النفزاوية، وإبراهيم بن أحمد القشاش المراكشي، وإبراهيم بن الصغير المراكشي، وعبد الله بن إبراهيم الشاطبي، وعمر بن محمد الجراري، ومحمد بن أحمد العبادي، وسعيدة التطيلية، ومحمد بن الحسن المراكشي الشهير بالقاضي، وابن طفيل، وابن رشد، ومحمد بن عبد الله العلوي، وولده مولاي سليمان، ومحمد الطالب بن حمدون بن الحاج السلمي، وحفصة الركونية، وعياض بن موسى القاضي، وعبد الرحمن بن عبد الله السهيلي، وأبي العباس السبتي، ومسعودة الوزكيتية، ومحمد بن المدني السرغيني المراكشي، ومحمد بن المدني بن علي كنون، ومحمد بن المكي بن الحسن العمراني، وأبي شعيب بن عبد الرحمن الدكالي، وأحمد أكرام، ومحمد بن عثمان المراكشي، ومحمد بن إبراهيم، والرحالي الفاروق ..؛ رحم الله الجميع.
وصولا إلى المعاصرين من مشايخنا وأساتذتنا من فقهاء وقراء ودعاة ومؤرخين ومفكرين وغيرهم؛ نذكر على سبيل المثال:
الشيخ الدكتور لحسن وجاج، والأستاذ الدكتور عباس رحيلة، والشيخ الدكتور عبد السلام الخرشي، والشيخ المربي محمد زهرات، والدكتور المؤرخ أحمد عمّالك، والشيخ الدكتور محمد المغراوي، والشيخ الفقيه أبي عبيدة المحيرزي، والشيخ الفقيه مولاي مصطفى البحياوي، والمقرئ الدكتور توفيق عبقري، والمقرئ الدكتور عبد الكبير أكبوب، والأستاذ الدكتور أحمد عبادي، والمقرئ الدكتور عبد الرحيم نابلسي، والشيخ الفقيه عبد القادر دراري، والشيخ الدكتور الحسين أيت سعيد، والشيخ المقرئ عمر القزابري، والأستاذ الدكتور حسن جلاب، والأستاذ المؤرخ أحمد متفكر، والشيخ الفقيه محمد العدناني، والشيخ الدكتور محمد الولالي .. وغيرهم.
لكل هؤلاء مني تحية تقدير واحترام، ولكل أهل مراكش من رجال ونساء وشباب؛ من عموم الساكنة، وخصوص النخب؛ من مثقفين وباحثين وفنانين وتجار وحرفيين وسياسيين وأمنيين وفاعلين مدنيين وناشطين جمعويين ..
من مراكش: أحيي زوار موقع “من مراكش”، وأرحب بهم في رحاب هذا الموقع الذي يتلمس طريقه “من مراكش”، وانتظروا فيه مزيدا من التعريف ب”مراكش”؛ جغرافية وموضعا، تاريخا وأعلاما وواقعا ..
يسعدني تواصلكم .. وتهمني أفكاركم ومقترحاتكم ..
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI