إتحاف البرية بشرح قول الرگراگي: (ديرو النية) ..

(ديرو النية) كلمة يستعملها المغاربة للتشجيع على تجاوز العقبات الصعبة والتحديات الكبيرة ..

فحين يشعر الواحد مثلا بأن شفاءه من مرض شيء صعب؛ يقول له ناصحه: (دير النية) .. أي: استعن في عملك الاستشفائي باستحضار النية ..

ولاستحضار النية معنيان صحيحان:

1 الإخلاص والخشوع في دعاء الله تعالى والتوكل عليه

2 الثقة بالنفس بما وهبها الخلاق سبحانه من قدرات هائلة

ولا يطبق مؤمن هذه الوصفة إلا حقق نجاحات مبهرة ..

وأنا شخصيا جربتها في أحد أصعب التحديات التي يمكن أن تعتري طريق الإنسان في هذه الحياة:

لما أصبت بشلل رباعي؛ كنت شابا يدرس بنجاح متميز، ويطمح ليصير ربان طائرة من الدرجة الأولى .. فلما خيّم على حياتي شبح الشلل المخيف؛ ظننت أن كل شيء قد انتهى .. لكن مدير المستشفى الذي كنت نزيله نصحني نصيحة قيمة؛ خلاصتها: (دير النية)؛ أي: لا تفقد ثقتك بالله العلي القدير، ولا بنفسك التي خلقها الخالق العظيم؛ ففيها طاقة جبارة قادرة على تجاوز أصعب العقبات بإذن الله سبحانه .. وبعد ذلك ألهمني ربي كرامة لزوم كلمة: لا حول ولا قوة إلا بالله .. وكلمة: حسبي الله ونعم الوكيل .. فكان الفتح الرباني المبين الذي منح نفسي قوة تمكنت من انتشال هذا الجسم الضعيف من أوحال اليأس والفشل، والارتقاء به في معارج المجاهدة والأمل .. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..

لذا أقول للأشخاص الذين يريدون النجاح وتجاوز الصعاب؛ أقول مرددا مع السيد وليد الركراكي: (ديرو النية) ..