تاريخ النشر : 29/06/2022
عدد المشاهدات : 625
فيلم الإخوان والمتاجرة بآلام المغاربة:
يخطئ من يظن بأن الإرهاب يصنعه المتطرفون؛ فإن هؤلاء لا يملكون شيئا من مقومات صناعة الحدث .. وإنما هم لعبة يحركها صناع الإرهاب الذين جعلوا الحرب عليه ذريعة لمقاومة انتشار الإسلام، ولصرف الأنظار عن إرهاب ونهب الدول الإمبريالية، وعن جرائم وإرهاب الاحتلال الصهيوني ..
نعم؛ هناك تطرف وغلو .. والمتدينون أصناف؛ منهم: الصادق والكاذب، والجاد والمتلاعب، والمعتدل والمتطرف .. وعلاج اختلالات المتدينين له منهجيته ووسائله .. أما التديّن الحقيقي فسلوك سام لا يأتي للإنسان إلا بالخير والصلاح؛ وقد جربت البشرية ذلك مرارا حين استجابت لدعوة الأنبياء عليهم السلام، ورأى الناس ذلك حين انتشر الإسلام فأنقذهم من الظلم المبين، وأخرجهم من الجاهلية الجهلاء .. والتدين بالإسلام هو الذي ارتقى بفكر المغاربة وسلوكهم؛ وجعلهم يبنون دولتهم، ويصلحون مجتمعهم، ويقومون عاداتهم؛ مما جعلهم مسهمين فاعلين في بناء الحضارة الإنسانية الراقية .. وكان الإصلاح بتجديد التدين هو المدخل في جميع المحطات الإصلاحية والنهضوية: (النماذج: الدعوة الإدريسية / النهضة المرابطية والموحدية / تجديد السلطان العلوي محمد الثالث …إلـخ ..)
ولا يزال التدين من أهم أسباب الاستقرار والوحدة والإصلاح والتنمية .. كما توضحه أدوار مؤسسة إمارة المؤمنين، والأدوار المدنية والشعبية، وعدد من الدراسات، …
هذا التدين يعرقل مصالح ومطامع جهات معروفة؛ فيحاول موظفوها مقاومته باسم: محاربة التطرف والإخونجية والإرهاب؛ كما يفعل اليوم الذين خططوا لإنتاج فيلم: (الإخوان) وعرضه تزامنا مع الذكرى الأليمة لأحداث 16 ماي الإرهابية .. إنهم يتاجرون بدماء الضحايا وجراحهم، ويبذرون بذرة الكراهية في المجتمع المغربي؛ ليسخر مغربي بآخر، فيحقد الثاني على الأول؛ فيتعمق الشرخ، وتتسع رقعة التخوين والتكفير .. إلـخ.
إن رسائل الفيلم لا تقتصر على محاصرة التطرف في المجتمع، بل تسعى إلى التعميم، ومحاربة شعائر دينية مقابل التطبيع مع كبائر ومحرمات معلومة من الدين بالضرورة ..
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ}
نشرت هذه التدوينة على صفحتي على فايسبوك بتاريخ: 13 ماي 2022
وسوم :السينما السينما المغربية عين على السياسة