أنشطة وأخبار

حوار في موضوع “اللباس الشرعي: مفهومه وفلسفته”

تاريخ النشر : 10/02/2020

عدد المشاهدات : 1520


حوار الأستاذ مع جريدة الصباح في موضوع “اللباس الشرعي: مفهومه وفلسفته”

العدد: 6110 بتاريخ: الخميس 9 يناير 2020
(المنشور في الجريدة مختصر بسبب إكراهات حيز النشر)

ما قولكم حول اللباس الشرعي عند الرجل والمرأة من منظور الإسلام ؟
اللباس عند الرجل والمرأة من منظور إسلامي يرتبط بالسلوك الحضاري الأخلاقي للإنسان كما يرتبط بعلاقة الإنسان بالدين والفن والجمال كما يشير إلى ذلك قول الله تعالى:{يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباس يواري سوءاتكم وريشا}
حيث ذكر المفسرون بأن اللباس الضروري هو الذي يستر عورة الإنسان ويحميه من تأثيرات الجو غير العادية كشدة الحرارة وشدة البرد، وأما الريش فالمقصود به في الآية: اللباس الكمالي الذي يجمل الإنسان ويجعل سيماه جميلة لأن الله تعالى يحب ذلك كما في الحديث الشريف: إن الله جميل يحب الجمال.
وقد عبر القرآن بلفظ الريش كناية عن الجمالية والجاذبية وكل مستلزماتهما التي ترجع إلى نوعية الأثواب وألوانها، والملاحظ أن هذه الآية نزلت في سياق توجيه الإنسان إلى تفادي ما يأمر به الشيطان من سلوك التعري وإهمال العناية باللباس بصفته أحد مقومات المظهر الهامة.

ماردكم على من يقولون إن البرقع والنقاب ليس لباسا شرعيا وإنما هو دخيل على المغاربة ؟
أسماء الألبسة بعضها يرجع إلى الوضع العرفي وبعضها إلى الوضع اللغوي وبعضها إلى الوضع الشرعي فالشرع الإسلامي الحنيف استعمل ألفاظا تتعلق بلباس الإنسان كلفظ الثوب والجلباب والخمار وكلف الإنسان ببعض التكليفات الشرعية المرتبطة بلباسه كما فرض على المرأة الحجاب وحرم على الرجل لبس الحرير وغيرهما من الأحكام
التي تؤكد عبودية الإنسان لخالقه؛ وأن الله يشرع لعباده ما شاء في أي مجال شاء.
أما اسم النقاب فجاء في الشرع وهو متداول في أعراف سائر الدول الإسلامية من المشرق إلى المغرب قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تنتقب المرأة المحرمة” رواه البخاري.
ونأخذ من مفهوم هذا الحديث أنه يشرع لغير المحرمة أن تنتقب وهذا سلوك مستحب عند جمهور الفقهاء ومنهم المالكية.
أما لفظ البرقع فلا أعرفه في الاصطلاح الشرعي وإنما هو موجود في بعض الأعراف في بعض المجتمعات الإسلامية والأفضل من الناحية الشرعية في نظري أن لا يستعمل هذا اللباس في غير المجتمعات التي هو من عرفها لأن استعماله في مجتمعات لا تعرفه يجعل منه لباس شهرة ولباس الشهرة منهي عنه في السنة النبوية.

هل هناك اجتهادات فقهية لتحديد شروط اللباس الشرعي ؟
وصف اللباس بأنه شرعي يقصد به أنه لباس يتفق ويستجيب للتكليفات الإلهية المتعلقة بلباس الإنسان والشرع الإلهي كلف الإنسان رجلا أو امرأة ببعض المعايير التي جعلها الفقهاء شروطا للباس الشرعي وأبرز النماذج على ذلك حجاب المرأة الذي كلف الله المرأة فيه بشروط يجب أو يستحب أن تلتزمها. منها أن لا يظهر من جسمها لغير محارمها إلا الوجه والكفين ومنها أن لا يكون لباسا يجسم جسدها بحيث يكون محفزا للإثارة الجنسية ونحو ذلك من المعايير التي اعتبرها الفقهاء شروطا وبسطوا القول فيها في مصنفاتهم الفقهية.
فالخالق تبارك وتعالى له أن يأمر الإنسان بما شاء وينهاه عما شاء في كل المجالات وإرادة الله تعالى لا يعترض عليها ولا يجوز للإنسان أن يقول بأن هذا المجال يمكن أن يتدخل فيه الدين وهذا المجال لا يمكن أن يتدخل فيه فهذا يتنافى مع مفهوم العبودية لرب العالمين سبحانه.

وسوم :

مواد ذات صلة

سلوك التعري في الشواطئ ..

تاريخ النشر : 27/07/2022

عدد المشاهدات : 1658

مقاصد الزواج في القرآن والسنة

تاريخ النشر : 17/01/2022

عدد المشاهدات : 899

العفة والإباحية .. وجها لوجه

تاريخ النشر : 14/01/2022

عدد المشاهدات : 824

ملاحظة فقهية حول العلاقة بين الجنسين

تاريخ النشر : 26/02/2019

عدد المشاهدات : 1420

نظرات تربوية في وصية مسكويه

تاريخ النشر : 19/02/2018

عدد المشاهدات : 1256

تدبير الغريزة الجنسية بين قيم العفة وفلسفة الإباحية

تاريخ النشر : 7/02/2018

عدد المشاهدات : 1540

'