تاريخ النشر : 16/03/2019
عدد المشاهدات : 1300
أرى في احتجاجات الشعب الجزائري الشقيق؛ مظهرا من مظاهر تعبير الأمة الإسلامية عن رفضها استمرار هيمنة الإمبريالية، والفساد والاستبداد الذي يخدمها ويرعى مصالحها ..
رجال الاستخبارات والجيش والمال الذين يهيمنون على النظام؛ استأثروا بالسلطة والثروة لصالح قادة الإمبريالية في الدولة الفرنسية الموكلين بالمحافظة على الأهداف الاستعمارية .. وهؤلاء هم من يقف وراء بقاء استمرار الحدود الخرقاء مع المغرب بكل ما تكلف الدولتين والشعبين من خسائر فادحة .. وهؤلاء وأمثالهم هم من يُبقي مشروع اتحاد المغرب العربي مُجَمّدا بكل ما يكلف ذلك المنطقةَ والعالم الإسلامي من خسائر واستمرار واقع الضعف والفساد والمهانة ..
الشعب الجزائري أبان مرة أخرى عن وعي كبير .. وهذا مؤشر على تنامي وتقدم الوعي عند شعوب الأمة ..
أرجو أن يتمكن عقلاء الدولة من كف سفهائها عن تحويل الاحتجاج السلمي الحضاري إلى سبب للإضرار بالدولة والشعب .. وأرجو أن تُنتِج الاحتجاجاتُ الحضارية نُخبا تقود الجزائر نحو الكرامة والاستقلال الحقيقي ..
أظن أن اللغز الذي ينبغي على الشعب الجزائري حله؛ هو:
كيفية الجمع بين: “تحجيم فساد النظام” و”بقاء الدولة واستقرار المجتمع” .. وبتعبير آخر:
الجمع بين: “تخفيف هيمنة الفاسدين وكلاء مصالح القوى الإمبريالية” و”عدم السماح بوقوع الحراك في فخ سياسة الفوضى الخلاقة” ..
ومما يساعد على ذلك:
أن يفوض المحتجون شخصيات وطنية يثقون في صدقهم ونزاهتهم وحكمتهم وحنكتهم؛ ليقودوا الحراك الشعبي السلمي، ويفاوضوا باسمه بأمانة لا تتنازل عن المبدأ وبحكمة لا تسمح بالفوضى والتهور .. هؤلاء ربما بإمكانهم أن يقنعوا عقلاء قادة الجيش بالانحياز للشعب وضرورة دعم مسار الاستقلال الحقيقي بقدر معقول ومتدرج .. وبإمكانهم إفشال سياسة (الفوضى الخلاقة) ..
الشعب الجزائري جار شقيق، والوضع في الجزائر مؤثر على محيطه لا محالة، وكل شبر يضاف إلى استقلال هذا القطر من العالم الإسلامي هو في صالحنا جميعا .. لذلك كله أرجو بعمق أن ينجح الأشقاء الجزائريون في هذا الطريق الوعر والشائك الذي دخلوا فيه .. وأسأل الله تعالى أن يكتب لهم النجاح والفلاح وأن يحميهم من كيد الماكرين المستعدين للزج بالبلد إلى المجهول في سبيل مصالحهم ..
اللهم احفظ أهل الجزائر وهيء لهم من أمرهم رشدا ..
نشر بصفحة فايسبوك بتاريخ: 11 مارس 2019
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI