تاريخ النشر : 7/06/2018
عدد المشاهدات : 745
لم ينجح حزب العدالة والتنمية في النهضة التنموية إلا بعد أن قطع مع الفساد:
لقد أبهرني البرنامج الانتخابي لحزب العدالة والتنمية التركي .. لكن ليس المبهر فيما كُتِبَ في تلك الصفحات الثلاثمائة؛ وإنما في تكامل برامج الحزب لمدة 16 سنة؛ تكاملا عجيبا فيه تدرج هندسي دقيق ومصداقية في التنفيذ والتنزيل ..
وبقدر ما أهنئ الإخوة الأتراك على مثل هذا الحزب؛ بقدر ما أتحسر على واقعنا الذي تصطدم فيه برامج الأحزاب الوطنية الجادة بصخرة عاتية من الفساد وكتائب الفاسدين الذين يعرقلون مسارنا التنموي الطموح ..
كثير من المغاربة يتساءلون: أين هي ثمرات النهضة التنموية في بلدنا؟؟ لماذا لا تنعكس بالشكل الكافي على شرائح واسعة من الفقراء وذوي الأوضاع الهشة وأصحاب الطبقة المتوسطة؟؟
والجواب: أن هذه النهضة تتعثر في أثواب فساد مهول ..
الدولة التي لا تحارب الفساد بالجدية والمصداقية الكافيين؛ لا يمكن أن تستفيد بالشكل المطلوب من المشاريع التنموية؛ انظروا إلى ماليزيا كيف نجحت في تنميتها؛ ولما رجع الفساد وقفت في وجهه بقوة: عاد مهاتير محمد لرئاسة الدولة وفتح التحقيقات بفساد بمليارات الدولارات وسرقة نحو 700 مليون دولار من صندوق حكومي سري، كما ضبطت الشرطة الماليزية 284 صندوقا في 72 حقيبة يد فاخرة محشوة بالأموال والمجوهرات بمنزل رئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق، المتهم بالفساد، وتم توقيف عدد من الوزراء ..
دولة كوريا الجنوبية عزلت رئيسة البلاد وحكمت عليها ب: 24 عام وغرامة كبيرة ..
أما تركيا بقيادة أردوغان؛ فلم تطبق برامج تنموية كبرى إلا بعد تصفية الفساد ومحاصرة الفاسدين ..
فمع كونها محاصرة بأكبر المكائد السياسية والاقتصادية من أقوى دول العالم، ومع كونها تستضيف أكثر من 6 ملايين لاجئ، ومع كون الحزب الحاكم محاربا بقوة من شركات رؤوس الأموال التي تقاوم مجهودات أردوغان لإزالة الربا .. مع ذلك كله؛ لا يزال اقتصادها مستمرا في النمو ..
لماذا؟
لأنها جففت منابع الفساد أولا وقبل كل شيء.
أما نحن فحسبنا أن نستحضر فضيحة شركات المحروقات التي نهبت منذ 2015 فقط؛ ما يقدر ب 17 مليار درهم!!!
كيف سننمي وطننا مع هذا الحجم من الفساد؟؟!
قال الشاعر: متى يكتمل البنيان إذا كنت تبني وغيرك يهدم؟
وسوم :التنمية الفساد الوطنية عين على السياسة
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI