تاريخ النشر : 27/06/2017
عدد المشاهدات : 1025
تلا الإمام آخر سورة يس وأول سورة الصافات
وقد عالجت آياتها موضوع: الحياة بعد الموت ..
والإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان الستة، وقد خصص القرآن العظيم حيزا كبيرا من آياته لهذا الموضوع ..
وكان تحذير الإنسان من خطر هذا اليوم؛ هو موضوع آخر آية نزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}
وقد ناقش القرآن المنكرين لهذه العقيدة في آيات عديدة؛ ومنها: ما قرأه إمام التراويح قبل قليل من آخر سورة يس وأول سورة الصافات ..
ويمكن تقسيم محاور هذا النقاش إلى ثمانية:
11 التعجب من الإنسان الذي ينكر إمكانية الحياة بعد الموت: {أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم}؟!
فأي غرور هذا الذي جعل الإنسان يجرؤ على التشكيك في قدرة الرب القوي مع أن ذلك الإنسان مخلوق ضعيف خلقه الله من نطفة من مني؟!
ومع هذا الضعف صار يخاصم ويجادل جدالا يراه عقليا وتحرريا !!
22 وما دام لجأ إلى الحجاج العقلي؛ ألا يقول له المنطق العقلي: الذي ابتدأ الخلق قادر على إعادته: {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة}
33 ويقول له: الذي خلق الأكبر قادر على خلق ما هو أصغر منه: {أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم}
44 ويقول له: الذي خلق التركيبات الطبيعية الصعبة قادر على خلق التركيبة الإنسانية بعد تفتتها: {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون}
5 وهنا يتعجب القرآن من هذا الإنسان الجاحد ويوجه إليه سؤالا استنكاريا:
{فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنَّا خلقناهم من طين لازب}
فكيف يجحد الإنسان هذه الأدلة ويقول: {أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون}؟
6 ختم الله السورتين بتسبيح (تنزيه) الله جل وعلا عن هذا التطاول الإنساني الذي يجحد القدرة الربانية:
{سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون}
{سبحان ربك رب العزة عما يصفون}
فكيف يستكثر الإنسان هذا الأمر على الرب الخالق مع أنه لا يحتاج منه إلا {زجرة واحدة فإذا هم ينظرون} يَرَوْن أنفسهم أحياء واعين مبصرين ..
وهنا {قالوا يا ويلنا هذا يوم الدين}
فيقال لهم: {هذا يوم الفصل الذي كُنتُم به تكذبون}
7 ثم وصفت الآيات مشهد الجاحدين في ذلك اليوم:
{احشروا الذين ظلموا …} الايات
88 ثم نقل القرآن شهادة من عالم الغيب المستقبلي لأحد المؤمنين الذي كان له في الدنيا صديق يتهكم بالدِّين وعقيدة الحياة بعد الموت؛ و{يقول أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون}؟
أي: هل تصدق فعلا أننا سنبعث ونحاسب على ما نفعل هذه الأيام؟!
فأذن الله للمؤمن أن يطّلع على صاحبه وهو في جهنم؛ ولما رَآه قال له: {تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين}؟!!
حماد القباج
ليلة السبت 22 رمضان 1438
بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة
وسوم :من وحي التراويح
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI