تاريخ النشر : 27/06/2017
عدد المشاهدات : 1114
تلا الإمام قول الله تعالى من سورة الإسراء: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}
وقوله تعالى من سورة مريم عن النبيين والمهديين: {إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا}
يتحدث هذان النصان الكريمان عن أحوال أهل الإيمان حين تتلى عليهم آيات الله تعالى؛
وتتمثل تلك الأحوال في:
1 ازدياد درجة الخشوع
2 البكاء
3 الخرور للسجود
وتلك الأحوال تبدأ بحال “ازدياد الإيمان” المذكور في قوله تعالى المتقدم في أول سورة الأنفال: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا}
وقوله في آخر سورة التوبة: {فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون}
وهذا كله يدل على أن أمارة إيمان المسلم: هي “ازدياد درجة إيمانه عند سماع آيات الله تعالى”.
ويتطور حاله الإيماني حين يؤدي ازدياد إيمانه إلى حال آخر؛ ألا وهو: حال “ازدياد الخشوع” الذي يعني تركيز اهتمامه كله على تدبر وتفهم تلك الآيات؛ وأنه لا ينشغل عن ذلك بشيء آخر مهما كانت أهميته ..
حال “ازدياد الخشوع” هذه تنقله إلى حال “البكاء” التي تدل على إدراكه لحقائق الآيات القرآنية وتأثره بها ..
وهذا يدفعه بشكل تلقائي للتعبير عن الخضوع التام والكامل لمنزل الآيات سبحانه؛ من خلال حال “الخرور للسجود” ..
وكلمة “الخرور” توحي بمعنى التفاعل التلقائي والسريع ..
فإذا أردت أن تقيس درجة إيمانك؛ فتأمل في أحوالك عند سماع آيات الله تعالى ..
تكميل:
سجود التلاوة شرع الله تعالى له في الإسلام أحكاما وآدابا شرحتها في كتابي: “إيضاح الدلالة من أحكام وآداب سجود التلاوة” المطبوع سنة 2004.
حماد القباج
ليلة السبت 15 رمضان 1438
بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة
وسوم :من وحي التراويح
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI