تاريخ النشر : 27/06/2017
عدد المشاهدات : 1167
قرأ الإمام قول الله تعالى في أول سورة النحل: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إلاه إلا أنا فاعبدون}
من أسماء سُوَرة النحل أيضا: سورة النِّعَم؛ لأن الله تعالى عدّد فيها نِعَمَه على عباده؛ من إيجاد وخلقة سوية وغذاء وشراب ولباس وزواج وولد ومسكن وتسخير لما في الأرض من نبات وحيوان …
وأول نعمة ذكرتها السورة هي: لا إلاه إلا الله
وقد قال أحد العلماء: “ما أنعم الله على عباده نعمة أعظم من أن عرفهم: لا إلاه إلا الله”.
والسر في ذلك -والله أعلم- أن جميع النعم لا تكتمل بها الفائدة إلا بأمرين:
1 الاستمرارية ودوام النعمة
2 سلامتها وتجردها من المنغصات
ومعلوم أن الإنسان محكوم بالموت؛ وهو ما يعني ذهاب نعمه بموته ..؛ لكن هذه الكلمة تجعل صاحبها يستأنف التمتع بالنعم بشكل دائم لا ينقطع؛ لأنه حين يعترف بمعناها ويشهد به؛ يصير مستحقا لدخول جنة النعيم المقيم الخالد:
قال صلى الله عليه وسلم: “من قال لا إلاه إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة“.
وقال عليه السلام: “من كان آخر كلامه: لا إلاه إلا الله دخل الجنة”
وقد بين الله تعالى خلود أهل الجنة وخلود نعيمهم بقوله: {هم فيها خالدون}
وقوله سبحانه: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق}
وبخصوص الأمر الثاني:
نستحضر بأن نعيم الجنة نعيم خالص مجرد من المنغصات؛ كما قال الله تعالى: {ولهم فيها أزواج مطهرة}
وقال: {لا يصدعون عنها ولا ينزفون}
فنعمة الخمر مثلا؛ مجردة مما يصاحب شرب خمر الدنيا من صداع وتقيؤ ونحو ذلك ..
كما أن تمتع الأزواج بعضهم ببعض؛ مجرد مما يعتري زواج الدنيا من منغصات حسية ومعنوية ..
وهناك أمر ثالث؛ وهو أن هذه الكلمة تحقق لصاحبها “تاج نعم الدنيا”؛ وهو التحرر من كل عبودية إلا للرب الخالق المنعم سبحانه:
وذلك أن معناها: لا معبود بحق إلا الله ..
فالإنسان حين يعترف بذلك ويشهد به؛ يتحرر من كل عبودية لغير الله سبحانه؛ فلا يخضع خضوع عبادة لبشر مثله ولا لشهوة ولا لمال؛ ويعيش حرا كريما عزيزا بعز هذه الكلمة التي هي أفضل كلام وأعظم نعمة في الوجود ..
اللهم اجعلها راسخة في قلوبنا صادقة في شهادتنا واختم بها حياتنا وارفع بها درجاتنا ..
حماد القباج
ليلة الجمعة 14 رمضان 1438
بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة
وسوم :من وحي التراويح
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI