أنشطة وأخبار

مقاومة الأنبياء للفساد المالي

تاريخ النشر : 27/06/2017

عدد المشاهدات : 1251


من وحي التراويح (الليلة 12):

مقاومة الأنبياء للفساد المالي 

تلا الإمام قول الله تعالى من سورة هود: {وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد}

يقدم لنا القرآن الكريم من خلال قصص الأنبياء: منهجا للإصلاح ومقاومة الفساد ..
وهو منهج متكامل يحدد الحقائق والمفاهيم والمقاصد ..
ومن أهم تلك المفاهيم: الشمولية في مجالات الإصلاح ..
هذا الإصلاح الذي يعتبر نبي الله شعيب عليه السلام أحد رموزه الكبار في تاريخ البشرية؛ وهو نبي عربي من بلد كان اسمه مدين ..
وقد عمل على إصلاح أحوال بلده من خلال دعوة الناس إلى:
1 عبادة الله وحده وترك عبادة غيره
2 إصلاح المعاملات التجارية وترك الغش في وزن بضائع الناس الأجانب عن البلد
{قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان}
{وَيَا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين}
وقد استنكر قومه أن يتدخل الدين في “حرية المعتقد” وفي “الشؤون المالية” للإنسان: {أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء}؟!
استنكروا هذا لدرجة اعتباره شيئا لا يقوله العقلاء: “إنك لأنت الحليم الرشيد“!
أي: كيف تقول هذا وأنت معروف عندنا بالعقل الرشيد؟!
وفي موقفهم ما يؤكد أن العلمانية فكرة قديمة؛ وأن من الناس منذ ذلك الوقت من عبروا عن رفضهم تدخل الدين في حرية المعتقد وفي شؤونهم المالية ..
وفي موقف شعيب تأكيد على أن مفهوم الإصلاح النبوي عام؛ ويشمل الجوانب المالية وغيرها، ولا يقتصر على جانب التوحيد وإفراد الله بالعبادة ..
كما يؤكد أن الفساد الذي قاومه الأنبياء؛ يشمل الفساد السياسي والمالي .. وليس فقط الإشراك بالله تعالى ..
بل إن الآيات من سورة هود؛ ذكرت نهيه لقومه عن الفساد المالي مرتين، وذكرت نهيه لهم عن الشرك مرة واحدة ..
وفي هذا تصحيح لخطأ بعض الدعاة الذين يقتصرون على جانب التوحيد والعبادات ولا يقاومون ما في مجتمعاتهم ودولهم من فساد سياسي يرسخ الفساد المالي والإداري والأخلاقي والإعلامي .. إلـخ.
بل إن من هؤلاء الدعاة من يعتبر محاربة الفساد السياسي: منازعة لولاة الأمور ودعوة إلى الفتنة !
فهل كان سيدنا شعيب من دعاة الفتنة؟!
لا سيما أنه عرض نفسه للقتل: {ولولا رهطك لرجمناك}
إن الدعاة الذين يؤصلون للسكوت عن الفساد السياسي والمالي؛ يرسخون ما يمكن تسميته: “علمنة الدعوة”، ويرسخون الفساد والاستبداد في بلدانهم .. وهذا مجانب تماما لما كان عليه أنبياء الله عليهم السلام ومن تبعهم من المصلحين ..

حماد القباج

ليلة الأربعاء 12 رمضان 1438

بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة

وسوم :

مواد ذات صلة

إنه لقرآن كريم

تاريخ النشر : 27/06/2017

عدد المشاهدات : 1398

الإنسان

تاريخ النشر : 27/06/2017

عدد المشاهدات : 1373

السلفية القرآنية

تاريخ النشر : 27/06/2017

عدد المشاهدات : 1288

المسألة الحقوقية في الدولة الإسلامية

تاريخ النشر : 27/06/2017

عدد المشاهدات : 1035

حقائق الجنة

تاريخ النشر : 27/06/2017

عدد المشاهدات : 1312

ضعف الإيمان

تاريخ النشر : 27/06/2017

عدد المشاهدات : 1310

'