تاريخ النشر : 27/06/2017
عدد المشاهدات : 1177
قرأ الإمام قبل قليل سورة التوبة ..
والتي تناولت عددا من المواضيع؛ منها موضوع: فساد عالم الدين؛ من خلال واقع كثير من الأحبار والرهبان زمان نزول القرآن العظيم ..
وقد ذكر القرآن عنهم ثلاثة أنواع من الفساد:
1 تغيير الملة من التوحيد إلى الشرك: {وقالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله}
{اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إلاه إلا هو سبحانه عما يشركون}
2 التشريع بتحليل الحرام وتحريم الحلال:
وبهذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الآية السابقة؛ حيث قال: “أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم فتلك عبادتهم إياهم“.
3 الفساد المالي:
{إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل}
وقد اشتهر في التاريخ أنهم راكموا ثروات هائلة على حساب الضعفاء والبؤساء من الفلاحين والعمال؛ لدرجة أنهم باعوا لهم المغفرة!
والملاحظ أن القرآن لم يذكر من كانوا معهم في هذا الفساد من الملوك والأباطرة؛
وفيه إشارة: إلى أن فساد عالم الدين ليس فوقه فساد؛ وأن أشد وأخطر فساد النخب: فساد نخبة علماء الدين (فسادهم أشد من فساد الحكام وباقي المثقفين والمفكرين ..)
فالمفروض في عالم الدين أنه مؤتمن على قيم الحق والخير؛ يذكر بها ويرغب فيها ويحرس ثغورها، والمفروض أن يكون قائدا لحركات الإصلاح ومقاومة الفساد ..
وهذه هي الحال التي تكون درجته فيها رفيعة ومنزلته عظيمة؛ ويستحق أن يوصف بأنه من ورثة الأنبياء ..
وأهم ما يؤتمن عليه عالم الدين: صيانة توحيد الله سبحانه، وحفظ أمره ونهيه تعالى، وصيانة حقوق الناس؛ وهو من أوامر الله ..
لقد أثبت التاريخ الإسلامي أن أقرب الدول إلى الحق والعدل كانت تلك التي كان فيها رئيس الدولة (الخليفة / الملك / السلطان ..) جامعا في ذاته بين الحكم والعلم بالدِّين؛ مثل دول الخلفاء الراشدين ومعاوية بن أبي سفيان وعمر بن عبد العزيز، ودولة السلطان المغربي محمد الثالث (ت 1204 هـ) …
ثم التي يكون الحاكم فيها مسترشدا بالعلماء الصالحين؛ مثل دولة عبد الرحمن الداخل الأموي ودولة المرابطين ..
وأكثر الدول فسادا تلك التي يخضع فيها العلماء -خوفا وطمعا- لاستبداد الحاكم ونزغات انحرافه …
حماد القباج
ليلة الأحد 9 رمضان 1438
بالمسجد الحرام بمكة المكرمة
وسوم :من وحي التراويح
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI