تاريخ النشر : 27/06/2017
عدد المشاهدات : 1026
تلا الإمام قبل قليل قول الله تعالى من سورة الأعراف: {يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
الملفت للانتباه أن جواب: “إما يأتينكم” هو: “فمن اتقى وأصلح“؛ وليس هو: فمن اتبع الرسل ..
وفيه إشارة إلى أن مجيء الرسل وإنزال الآيات مقصده هو إصلاح الناس وليس مصلحة الرسل ..
فآيات الله المنزلة على رسله؛ -وهي اليوم القرآن الكريم-؛ إنما أُنزلت لتأمر الناس بالتقوى والإصلاح وترشدهم إلى كيفية تحقيقهما: {يقصون عليكم آياتي: فمن اتقى …}
والتقوى معناها: أن يجعل العبد وقاية بينه وبين عذاب الله بامتثال أمره واجتناب نهيه ..
ومن نفائس الآية أن الله تعالى لم يقتصر على أمر الإنسان بالتقوى؛ بل لا بد أن يكون مصلحا أو مشاركا في الإصلاح؛ إن أراد الأمان الإلهي المنصوص عليه في قوله تعالى: {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
فالمراد بنزول آيات القرآن؛ ليس هو صلاح الإنسان في نفسه فقط؛ بل إسهام الإنسان في الإصلاح بمفهومه الشامل؛
والإسلام لا يريد صلاح فرد فقط؛ بل صلاح المجتمعات البشرية ودولها وأنظمتها السياسية وأحوالها المختلفة ..
وهذا يؤكد عالمية الإسلام، وأنه دين الحياة وعمارة الأرض، وليس دين الأديرة والكنائس والمساجد ..
والساعي في الإصلاح بنية صادقة مخلصة وبمنهج يرتضيه الله؛ يعطيه الله تعالى أمانه الذي لا يبقى معه خوف ولا حزن كيف ما كانت التحديات والإكراهات ..
فاللهم اجعلنا من المتقين المصلحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..
حماد القباج
ليلة السبت 8 رمضان 1438
بالمسجد الحرام بمكة المكرمة
وسوم :من وحي التراويح
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI