تاريخ النشر : 10/04/2017
عدد المشاهدات : 1904
جناية العسكر الانقلابيين على العرب والمسلمين:
من عجائب ما ورد في حوار الدكتور أحمد منصور مع الباحث والمفكر الصيني البروفيسور لي جانغ جونغ في الحلقة الماضية من برنامج “بلا حدود”؛ أنه قال: “سافرت إلى القاهرة عام 1954 لتعلم اللغة العربية، فوجدتها متقدمة جدا مقارنة بدولتي الصين، ولم أرغب في الرجوع إلى الصين بسبب ذلك”.
كان ذلك في بدايات حكم جمال عبد الناصر الذي كان من قادة الانقلاب على الملكية (ثورة 1952) …
في تلك المرحلة أيضا: انقلب القذافي على الملك إدريس السنوسي في ليبيا (ثورة 1969)، وحاول الجنرال أوفقير الانقلاب على الملك الحسن الثاني (1971)، وانقلب بورقيبة على باي تونس (1962) ..
كل هؤلاء الانقلابيين زعموا أنهم جاءوا لتحرير شعوبهم من قبضة الأنظمة الملكية واستبدادها وفسادها ..
ثم أثبت الزمن أنهم هم المستبدون والفاسدون وعملاء الإمبريالية العالمية الطاغية، التي استمدوا منها قوتهم وهيمنتهم؛ كما فعل عبد الناصر مع الاتحاد السفياتي ..
والجميع شاهد جناية العسكري الانقلابي حافظ الأسد على سوريا، وجناية العسكري الانقلابي علي عبد الله صالح على اليمن ..
وهذا المسار العسكري الانقلابي افتتحه في الدول الإسلامية: العسكري أتاتورك الذي نفذ المشروع الإمبريالي لإسقاط الخلافة العثمانية عام (1922) ..
ولما بدأت تركيا تقوى سياسيا واقتصاديا وتتفلت من الهيمنة الإمبريالية؛ حرك الغرب -من خلال وكيلهم كولن-؛ عملاءهم في الجيش التركي للانقلاب سنة 2015؛ انقلابا زعموا بكل صفاقة وجه أنه جاء ليسترجع الديمقراطية وكرامة التركيين وحقوقهم !
خونة جيوش الدول الإسلامية هم الصف الأول من وكلاء الإمبريالية؛ لتمزيق وإهانة وتفقير وإضعاف الدول والشعوب الإسلامية ..
وها هي مصر نموذج مؤلم لدولة عربية كان بإمكانها أن تقدم الكثير لنهضة العرب والمسلمين؛ دمرها خونة جيشها من جمال عبد الناصر وكيل الاتحاد السفياتي إلى عبد الفتاح السيسي وكيل أمريكا ..
هذا الموضوع في نظري بحاجة إلى دراسات معمقة للوقوف على خلفياته وتفاصيله؛ وهو أمر هام في طريق استكمال الشعوب والدول الإسلامية لاستقلالها واسترجاعها لكرامتها المهدورة ..
وسوم :الانقلابات عين على السياسة