تاريخ النشر : 23/11/2016
عدد المشاهدات : 2126
بقلم: حماد القباج
بعد أن وجه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي رسالته إلى أتباعه في ليبيا يحثهم على قتال التيارات السياسية المقربة من جماعة الإخوان المسلمين؛ استشكل البعض هذا التوجه من تيار عرف بالنهي عن حمل السلاح في أي مجال من مجالات التنافس السياسي ..
ولمحاولة الجواب على هذا الإشكال؛ أنقل لكم مقتطفات من الدراسة التي أعدتها مؤسسة ابن تاشفين عن التيار المدخلي:
يقول ربيع المدخلي في سياق إنكاره على الشيخ الألباني والشيخ بكر أبو زيد وغيرهما من العلماء الذين أثنوا على سيد قطب:
(سيد قطب مجدد! البنا مجدد! المودودي مجدد! ..
وهم أهل بدع وضلال.
والله، والله، الخوارج ما يصلوا إلى شيء مما وصل إليه هؤلاء من البدع والضلالات.
وهذه كتبهم، وهذا الميدان نتحداهم، الذين قتلهم عليّ.
حتى الخوارج الموجودين الآن، لا توجد عندهم البدع التي توجد عند سيد قطب.
الخوارج، الموجودين الآن، لو أحصيت بدعهم لا تجدها شيء إلى جانب بدع سيد قطب الذي جمع البدع من كل أكنافها وأطرافها، وصبها في كتبه، ويتظاهر بالحماس إلى الإسلام، وهو يكفر الأمة بدءاً من الصحابة إلى يومك هذا.
الخوارج ما فعلوا هذا، ونقول مجدد! وإمام! ونستميت في الدفاع عنه وعن كتبه!) اهـ[1].
وقال الشيخ ربيع أيضا:
(أنا أقول غير مرة:
إن الخوارج الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهم.
وقال: “هم شر الخلق والخليقة وشر من تحت أديم السماء ولو أدركتهم لقتلتهم قتل عاد وإرم“.
كان عندهم عقائد سلفية يعني يؤمنون بتوحيد العبادة وبتوحيد الأسماء والصفات ما عندهم شرك ما عندهم قبور ما عندهم تجهم كان عندهم فساد في الحاكمية مثل ما حصل لشبابنا الآن.
اعتبرهم الرسول شر الخلق والخليقة وأمر بقتلهم والتشريد بهم.
وفعلاً اتفق الصحابة على قتالهم، اختلفوا في وقعة الجمل، واختلفوا في وقعة صفين، ورأوا ذلك فتنة، ولكن لمّا برز هؤلاء الخوارج الذين تعتبر عقيدتهم سلفية أحسن من عقائد هؤلاء الذين يتبعون سيد قطب ويتبعون الإمام حسن، التبليغيين والإخوانيين، والله عقائدهم أسلم من عقائد هؤلاء، وكان ضلالهم في الحاكمية.
فوا الله إن هؤلاء أكذب من الخوارج وأشد خصومة للعقيدة السلفية ولأهلها من الخوارج والروافض) اهـ[2].
فما دام الإخوان أشر من الخوارج، وما دام قتال الخوارج مشروعا؛ فهذا يعني أن قتال الإخوان مشروع من باب أولى.
وعلى هذه الطريقة سار الشيوخ المصريون: علي جمعة والرضواني ورسلان؛ في تحليل واستباحة دم الإخوان وأنصار الرئيس مرسي ..
وعليها بنى ربيع توجيه أتباعه من الليبيين إلى قتال من سماهم: الإخوان المفلسين ومن يدعمهم من العلماء ..
وبالنظر إلى كون مفهوم الإخوانية يشمل كل من اتفق مع جماعة الإخوان والشهيد حسن البنا على مشروعية العمل السياسي؛ فإننا نجد أنفسنا أمام تأصيل خطير يشكل إطارا (شرعيا) لانتقال التيار المدخلي من “سلوك الغلو في استهداف عرض خصومه” إلى “سلوك الغلو في استهداف دماءهم” ..
وهو ما سيشكل غطاء دينيا لبقايا نظام القذافي، كما شكلت داعش غطاء دينيا لبقايا نظام البعث في العراق ..؛ وهو ما وظفته وستوظفه القوى الإمبريالية لضرب الأمة بعضها ببعض؛ وسيسهل عليها استهداف العلماء المعتدلين الذين يتبنون السلمية والعمل السياسي في منافسة خصومهم ومقاومة الاحتلال المعاصر؛
وهو ما حدث فعلا بمقتل العالم الليبي الجليل الشيخ نادر العمراني السنوسي رحمه الله تعالى ..
مقالات ذات صلة:
أخونة الدولة:
براءة رسلان:
http://reffouch.com/?p=732
مفهوم التيار المدخلي:
[1] شريط: (الفرقة الناجية أصولها ووسائلها).
[2] شريط: ندوة حول التنظيمات والجماعات.
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI