تاريخ النشر : 22/11/2016
عدد المشاهدات : 7858
مفهوم التيار المدخلي
بقلم: حماد القباج
التيارات (المدخلية) لا يرتبط مفهومها بشخص الشيخ السعودي ربيع المدخلي بقدر ما يرتبط بموقف معين من: تيارات وحركات (الإسلام السياسي) وبخاصة منها: جماعة الإخوان المسلمين ..
ويتأسس هذا الموقف على تطرف راديكالي يجعل من تلك الحركات أشر شيء على الأمة ..
وفي الوقت الذي يوجب الشرع والمنطق: تشجيع تلك الحركات ودعمها ونصحها ونقد أخطاءها بأسلوب رفيق ومعتدل؛ يتجاوز التيار المدخلي ذلك إلى: المقاطعة الكاملة والحرب الشاملة التي وصلت مؤخرا إلى درجة التحريض على القتل!
وفي هذا السياق تجد عند قادة التيارات المدخلية اتفاقا على:
1 استهداف (الإخوانية):
ومعناها: جماعة الإخوان المسلمين، ورموزها كالأستاذين حسن البنّا وسيد قطب رحمهما الله، وكل العلماء والدعاة المتعاونين معها في مجال المدافعة السياسية ..؛
فهذه (الإخوانية) تستهدفها (المدخلية) بغلو ومبالغة شديدين، في مقابل:
2 التطبيع مع الأنظمة والأحزاب السياسية المستبدة:
بذريعة أنها متغلبة وتمسك بزمام السلطة ..
وهكذا؛ وفي سياق محاربة (المدخلية) ل:(الإخوانية)؛ نسجل صورا ملفتة من الغلو والتطرف الراديكالي:
ففي السعودية مثلا: يصرح الشيخ ربيع بأن جماعة الإخوان (أخطر على الأمة من اليهود والنصارى والهندوس والخوارج)؛ وبناء عليه دعا إلى طرد الأستاذ محمد قطب وأمثاله من السعودية ..
كما دعا مؤخرا المداخلة الليبيين إلى قتال الإخوان والمتعاطفين معهم، وفي مقدمتهم مفتي ليبيا العلامة الصادق الغرياني ..
وفي اليمن: يوصفون بأنهم أخطر أهل البدع على الأمة، ويوصف الدكتور القرضاوي ب(الكلب العاوي) ..
وفي الإمارات: تصنف جماعة الإخوان على أنها جماعة إرهابية، ويعاقب المنتمي إليها ب: 10 سنوات سجنا ..
وفي مصر: يؤكد الرضواني ورسلان بأن جماعة الإخوان تنظيم صهيوني، وبأن أنصار الرئيس مرسي خوارج كلاب النار ينبغي قتلهم بلا رحمة ولا شفقة ..
وفي ليبيا: يقاتل المداخلة إلى جانب الجنرال الإرهابي خليفة حفتر
وفي المغرب: يعتبر كل مشارك في السياسة أو داعم لحزب العدالة والتنمية؛ إخوانيا مفتونا، وهو أكبر المفسدين وأكبر المحاربين لدور القرآن الذين يجب التبرؤ منهم ..
وفي المقابل: يجب دعم التيار العلماني التحكمي؛ ومن لم يدعمه فهو خائن للقرآن ..
إنه انزلاق حاد وخطير يعمل على تزوير الشرع وقلب الحقائق الشرعية والتشويش على المواقف التي يوجبها الشرع ..
لقد تجاوز الأمر كونه مجرد خطأ أو زلة لها شبهة متعلق شرعي؛ بل هو توجه يتغطى بستار “الدعوة” و”المنهج السلفي” و”طلب العلم”؛ ليقدم خدماته لأنظمة وتيارات الاستبداد السياسي المحاربة لقيم الأمة وشريعة دينها ..
فهو موقف سياسي منحرف من دعاة طالما نفروا السلفيين من السياسة واعتبروها دنسا ووسخا ..؛ ثم انكشف أنهم يمارسون أكثر أنواع السياسة دنسا ووسخا: دعم المستبدين ولو كانوا ظالمين إرهابيين، وتحريضهم على الإسلاميين السياسيين؛
تحريضا يبدأ بالردود القاسية المتضمنة للاتهامات الباطلة والسب اللاذع .. وينتهي باستحلال الدم والمال ..
إنها فتنة تولى كبرها الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، وعممها ونشرها شيوخ ودعاة وافقوه على سلوك: دعم الاستبداد السياسي ومحاربة (الإسلام السياسي) ..
توضيح:
(الأخونة والإخوانية) لفظان أطلقهما الشيخ ربيع ومن تبعه من الدعاة؛ على كل العلماء والدعاة الذين يحثون على المشاركة في المدافعة السياسية ..
كما أطلق عليهم ربيع ألفاظ: (القطبية) نسبة إلى المفكر الإسلامي سيد قطب رحمه الله
و(السرورية) نسبة إلى العالم السوري زين العابدين سرور رحمه الله
وللحديث بقية بإذن الله تعالى
..
وسوم :المدخلي عين على السياسة