تاريخ النشر : 8/06/2016
عدد المشاهدات : 1620
من وحي التراويح 1437 (الليلة 2)
العلمانية فكرة يهودية
تلا الإمام قول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ . وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون. ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان . وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض}
فكرة العلمانية قائمة في الأصل على الاعتراض على شرع الله والانتقاء من أمره وتكليفاته؛ فيعمل الإنسان بما يوافق هواه وما يراه مصلحة له، ويرد من شرع الله وأمره ما لا يوافق هواه ..
وهو سلوك إنساني عُرِفَ به اليهود الذين ذكر الله تعالى عنهم في هذه الآيات أنهم عملوا بحكم “وجوب فداء الأسير“؛ لأنه في صالحهم: يضمن لهم القوة العسكرية التي يحافظون بها على مصالحهم ..
وأعرضوا عن أحكام: “وجوب توحيد الله” و”وجوب الإحسان” و”وجوب إقام الصلاة وإيتاء الزكاة” و”حرمة القتل وغصب الحقوق“!
هكذا ولدت العلمانية، ثم تطورت إلى مذاهب وتصورات جوهرها: (رفض أحكام الله وتشريعاته، وعدم التسليم بإلزاميتها، والانتقاء منها للضرورة أو المصلحة)
وهو حال اليهود والنصارى إلى اليوم في سياساتهم: علمانية ترفض مرجعية أحكام الدين، وتختار منها ما لا يتعارض مع “الأهواء” التي يعبر عنها اليوم سياسيا ب: “الحريات“؛ (شهوات المال والجنس واللذات).
واتبعتهم على ذلك كثير من الدول الإسلامية؛ مصداقا لقوله عليه السلام: “لتتبعن سَنَن من كان قبلكم“.
وأُبرزَ من بين المسلمين مفكرون وكتاب ومثقفون يدافعون عن الفكرة؛ أمثال: أركون، وحامد أبو زيد، والشرفي ..
ويحرص اليهود والنصارى على الترويج لها -إعلاميا وثقافيا وفكريا وفلسفيا- في أوساط النخب السياسية ودوائر الحكم والتدبير ..
قال الله تعالى بعد آيات:
{وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم …. بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
فالمرضي عند الله الناجي يوم القيامة؛ هو من أسلم له وجهه لله؛ أي انقاد لأمره وحكمه وشرعه دون اعتراض ولا انتقاء.
اللهم اجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..
وسوم :التفسير عين على السياسة
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI