ملامح إصلاح المقررات والمناهج المدرسية عند الزعيم علال الفاسي

تاريخ النشر : 27/02/2016

عدد المشاهدات : 1508

ملامح إصلاح المقررات والمناهج المدرسية عند الزعيم علال الفاسي:

عزيزي المهدي[1]

إن البحث في أمر توجيه الشباب المدرسي، يتطلب منا بواجبنا السياسي أمران:

الأول: هو سد الفراغ الذي تجده ثانوياتنا فيما يتعلق بأمر التربية الوطنية التي لا وجود لها في البرامج المدرسية الحكومية، وذلك يعني تنظيم دروس دورية طبقا للمنهج الذي سبق للجنة الثقافية للحزب أن قررته.

والتربية الوطنية قسمان:

واحد: يحتوي على المبادئ المجردة، مما يرجع لمعرفة الله معرفة سلفية بعيدة عن كل الخرافات، ومعرفة الوطن بتاريخه الحقيقي وحدوده الصحيحة، وتبيين علاقة هذا الوطن بالبلاد العربية والإسلامية والأدوار التاريخية التي لعبها في حضارة المتوسط. والتنبيه على نقط الضعف في الكتب المدرسية الرسمية الراجعة للجغرافية وللتاريخ أو للإسلام وأثره في التكوين القومي للأمة.

أما الثاني: فهو ما يتوقف على معرفة الأنظمة المغربية وما فيها من جمل تحييها النفوس.

وهنا لا نجد أكثر من العرش المغربي حاضرا سعيدا.

وإذن فلا بد من الحديث عن التوجيه الصحيح الذي يريد الحزب أن يضع فيه الأمة بعد الاستقلال؛ من ديمقراطية سياسية وعدالة اجتماعية وتربية عامة للشعب وتحسين لأحواله.

وأعتقد أن من الممكن أن نجد في الفصول التي كتبتها بصفة شخصية في رسالة المغرب ما يضع الأساس التوجيهي لهذه الناحية ريثما يضع الحزب برنامجا جديدا على غرار برنامج الإصلاحات المغربية.

وهناك نقطة ثانية يتطلبها منا التوجيه المدرسي؛ وهي تربية روح الملاحظة في نفوس الشباب، وهذا ما ينقص مدارسنا بوجهة عملية.

ولذلك يلزم تنظيم رحلات خارج المدينة صحبة شخص مقتدر سواء كان أستاذا أو تلميذا من رتبة أعلى من رتبة التلاميذ؛ يقوم بتوجيه في هذه الرحلات بشرح النواحي الطبيعية والجيولوجية وغيرهما في مختلف جهات المغرب، وينبه في التلامذة حاسة الملاحظة مع توجيههم لدراسة النباتات والحشرات ومعرفة أحوالها، وتقوية فكرة الرحمة والحنان وحب الجمال عن ذلك الطريق في نفوسهم.

محمد علال الفاسي

من كتاب: “رسائل تشهد على التاريخ” (ص، 93ـ94).

[1]  المهدي بنبركة.

وسوم :إصلاح التعليم عين على السياسة