تاريخ النشر : 27/09/2015
عدد المشاهدات : 1382
من المسؤول عن مفاسد الثورات؟
مما يحز في النفس ما يردده بعض الدعاة من تحميل مسؤولية ما ترتب على ثورات ما سمي بالربيع العربي؛ لبعض أفاضل العلماء والدعاة في العالم الإسلامي ..
بل إن أحدهم لم يتورع عن اتهامهم بالنفاق حين عبروا عن تأثرهم لوفاة ذلك الطفل السوري الذي لفظته أمواج البحر ..
وقال: “تتباكون على الطفل السوري وأنتم المسؤولون عما وقع له”!!!
والحق أن هؤلاء العلماء المتهمين ظلما وزورا موقفهم شرعي يتلخص في:
1 الصدع -قبل وبعد الثورات- بحق الشعوب الإسلامية في الحرية والكرامة والعدالة والاستقلال الحقيقي ..
وإنكار الفهم غير السليم لنصوص طاعة ولاة الأمر
2 ولما تأججت نيران الثورات بوقود الظلم المبين الذي استفحل؛ تدخلوا لتحقيق مقاصد شرعية؛ أهمها:
– استغلال الوضع لكسر القيود التي كبلتهم عن أداء دورهم في قيادة الأمة؛ وإرشادها في كل المجالات التربوية والسياسية ..
– تخفيف المفاسد التي تترتب على الثورات
– الإسهام في تحقيق المطالب المشروعة للثوار
– لما قابل بعض الحكام الثورات بالقمع والتقتيل في بعض الدول؛ أفتى بعض فقهاء تلك الدول بوجوب قتال الحاكم؛
كما فعل العلامة الصادق الغرياني في ليبيا،
والشيخ العرعور في سوريا وأخيرا علماء السعودية في اليمن ..
فتأييد الثوار ضد حكام الاستبداد؛ هو موقف علماء السعودية واليمن الذين أيدوا عزل علي صالح في أول الثورة من خلال المبادرة الخليجية، ثم أيدوا عاصفة الحزم لعزله بالقوة ..
فهل يعقل أن نقول: هم المسؤولون عن ضحايا الثورة والحرب اليمنية؟!
أم نقول:
الثورة شر وفتنة تسبب فيها استبداد صالح واستئثاره بالسلطة وتمسكه بها إلى درجة تمالؤه مع القاعدة والحوثيين لتقتيل وتشريد اليمنيين الطيبين المسالمين؟؟
هذا هو الجواب الحق عن سؤال المسؤولية ..
ومثله يقال عن بشار والقذافي وأضرابهما من الطغاة ..
أما أصحاب المكيالين؛ فتناقضوا:
بالغوا في إنكار ما أفتى به علماء ليبيا ..
وأقروا ما أفتى به علماء السعودية!!
وسوم :عين على السياسة
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI