تاريخ النشر : 21/08/2015
عدد المشاهدات : 987
مذكرات الإصلاح الدعوي (12)
علم الجرح والتعديل بين الفقه والتعالم
قال التاج السبكي رحمه الله تعالى:
“ولكننا ننبهك على قاعدة في الجرح والتعديل ضرورية نافعة لا تراها في شيء من كتب الأصول:
فإنك إذا سمعت أن الجرح مقدم على التعديل، ورأيت الجرح والتعديل، وكنت غرا بالأمور أو فدما مقتصرا على منقول الأصول؛ حسبت أن العمل على جرحه.
وإياك ثم إياك، والحذر كل الحذر من هذا الحسبان، بل الصواب عندنا أن من ثبتت إمامته وعدالته، وكثر مادحوه ومزكوه، وندر جارحه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه؛ من تعصب مذهبي أو غيره؛ فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه، ونعمل بالعدالة.
وإلا لو فتحنا هذا الباب، وأخذنا تقديم الجرح على إطلاقه؛ لما سلم لنا أحد من الأئمة؛ إذ ما من إمام إلا وطعن فيه الطاعنون، وهلك فيه الهالكون”اهـ
[طبقات الشافعية الكبرى(247/1)].
قلت:
هذا العلم الشريف ظُلِم واعتدي عليه وعلى الأمة باسمه ..
وحرّفه متعالمون متطاولون لمحاولة إسقاط رموز الدعوة والإصلاح في الأمة ..
وقد اعتمدوا كثيرا في إفسادهم على الإطلاق الذي انتقده السبكي في التعامل مع تلك القاعدة ..
وهذه آفة كثير من المتعالمين:
يظنون أنهم إذا حفظوا متونا أو تعلموا حروفا؛ صاروا مؤهلين للخوض في العلماء جرحا وتعديلا!
وفرق كبير بين العلم بالشيء والفقه فيه ..
فتنبه يا طالب العلم واحذر هذا الفخ الذي وقع فيه من سبقك ..
وسوم :الدعوة إلى الله
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI