تاريخ النشر : 18/06/2015
عدد المشاهدات : 1341
مذكرات الإصلاح الدعوي (2)
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:
“وأيضا فإنه يعفى للمحب ولصاحب الإحسان العظيم ما لا يعفى لغيره، ويسامح بما لايسامح به غيره.
وسمعت شيخ الاسلام -قدس الله روحه- يقول:
“انظر إلى موسى صلوات الله وسلامه عليه؛ رمى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها، وجر بلحية نبي مثله وهو هارون، ولطم عين ملك الموت ففقأها، وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد صلى الله عليه وسلم ورفعه عليه.
وربه تعالى يحتمل له ذلك كله، ويحبه ويكرمه ويدلله؛ لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة أعدى عدو له، وصدع بأمره، وعالج أمتي القبط وبني اسرائيل أشد معالجة.
فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر.
وانظر إلى يونس بن متى حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى؛ غاضب ربه مرة فأخذه فسجنه في بطن الحوت، ولم يحتمل له ما احتمل لموسى، وفرق بين من أتى بذنب واحد، ولم يكن له من الإحسان والمحاسن ما يشفع له، وبين من إذا أتى بذنب جاءت محاسنه بكل شفيع”اهـ
[مدارج السالكين(337/1)]
قلت:
أين الدعاة من هذا التأديب الرباني؛ لا سيما أولئك الذين جعلوا من أولويات منهجهم الدعوي: هدم الرموز وإسقاط العلماء العاملين المصلحين بسبب أخطاءهم وزلاتهم ..
فلنتق الله ولنترك مسلك الذين يهدمون تاريخ الرجل وحسناته العظام لما صدر منه من أخطاء بعد تحر واجتهاد ..
وإنما الميزان الذي توزن به الأمور هو ميزان الحسنات والسيئات؛ فأيهما غلب عد صاحبها من أهلها.
لا النسف والتدمير والتربص والترصد مع إساءة الظن والفحش في الألفاظ وحمل الكلام على أسوء المحامل ..
وسوم :الدعوة إلى الله
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI