تاريخ النشر : 24/11/2015
عدد المشاهدات : 1938
حين وقع رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران على مذكرة
رفض مشروع “المسالك المزدوجة” الهادف إلى فرنسة التعليم:
قال الشيخ عبد اللطيف جسوس في دراسته التي طبعها سنة 1981 بعنوان: “أزمة أمانة” (ص 117-119):
“إضافة إلى ما سبق ذكره حول موضوع الطامة الكبرى والكارثة الفكرية العظمى، المتمثلة في ازدواجية لغة التعليم؛
فإن أبناء الفكر الفرنسي والسياسة الاستعمارية، لا يألون جهدا، ولا يذخرون مكرا في تركيز سياسة التعليم بالمغرب المسلم على أساس من ازدواجية لغة تعليمه، وترسيخ فرنسته، وسلخه من ثقافته العربية الإسلامية.
وآخر ما وصل إليه حربهم على الإسلام ولغة القرآن بعد مرور 40 سنة على استقلال المغرب (1956-1996):
ما أصبح معروفا بمشروع “المسالك المزدوجة” الذي لا هدف له غير القضاء على المثقف المغربي العربي المسلم، وإحلال مكانه المثقف المسيخ المتفرنس، الفرنكوفوني العلماني ..
مما جعل صفوة من شخصيات علمية وثقافية وسياسية، تقوم بواجبها الديني والوطني؛ فترفع مذكرة مفتوحة إلى السيد الوزير الأول (باعتباره رئيسا للحكومة)، وإلى السادة رؤساء الفرق في مجلس النواب (باعتبارهم يمثلون الأمة) تحملهم فيها ضرورة القيام بواجبهم الديني والوطني، ليتحملوا كامل مسؤوليتهم الإسلامية والوطنية المصيرية، أمام الله والتاريخ، وشعبهم المغربي العربي المسلم، الذي ما صوت لهم وأعطاهم ثقته إلا أمانة طوق بها عنقهم ليسهروا على حقوقه، وفي طليعتها، وبالدرجة الأولى، الاضطلاع بكل الأعمال بمنتهى الجدية واليقظة والحزم، للحفاظ على شخصيته العربية الإسلامية، ويقاومون كل من سولت له نفسه المس بها، أو التطاول عليها، فضلا عن تنحيتها من محيطه، وسلخها من حياته.
ونظرا لما للمذكرة المذكورة من أهمية بالغة، من أولها إلى آخرها، بتركيزها الموضوعي العلمي والتوثيقي، لا يفوتنا أن نقتطف منها ما يلي:
“… لقد قامت سياسة التعليم الاستعمارية في عهد الاستقلال بعملية: “تفريغ مناهج وبرامج التعليم المتفرنسة” من جميع القيم الفكرية: “الدينية والتاريخية والحضارية والاجتماعية للشخصية المغربية العربية الإسلامية”، طبق تخطيط استعماري مدروس بعناية، وتؤلف الكتب المدرسية طبق توجيهها وأهدافها المرسومة.
وما تسميه الوزارة ب “تعريب التعليم” يدخل في هذا الإطار، ولا يعدو تعريب المناهج والبرامج المكتوبة أصلا باللغة الفرنسية، ويظل مشكل “الازدواجية” قائما بإقرار تعليم اللغة الفرنسية بحصص يومية ضخمة في كل مراحل التعليم الأساسي والثانوي، فضلا عن فرنسة أغلب معاهد التعليم العالي.
لقد كان من المفروض عقب استقلال المغرب، أن تبادر حكومته الوطنية، بوضع منهاج “المدرسة المغربية العربية الإسلامية”، التي كان يجب أن تحل محل “المدرسة الاستعمارية” جملة وتفصيلا، لكن هذا لم يحدث، وبدأت المؤامرات لنسف جميع المحاولات (ذكرتها المذكرة كلها).
هذا يعني أننا أمام تآمر سري مدبر ومخطط له بكل مقاييس الفكر الاستعماري، لقلب “النظام الثقافي العربي الإسلامي” لدولة عربية إسلامية كالمغرب، بكل ما يتضمنه هذا النظام من خصائص، وقيم، ومبادئ، وأخلاق دينية، وحضارة إنسانية، عاش الشعب المغربي في ظلها قرونا طويلة، وحافظ بفضلها على كامل سيادته واستقلاله ووحدته، وإحلال “النظام الثقافي ـ الفرنسي اللاتيني” محله، وإدماج دولته في “رابطة الدول الفرنكوفونية” إدماجا فكريا وسياسيا ومصيريا، كمرحلة لفصله عن مجموعة العربية الإسلامية”.
إن المشروع الاستعماري الفرنسي المذكور، المعروف ب”المسالك المزدوجة”، عارضته كذلك ونددت به الصحف الوطنية والأحزاب السياسية وفي طليعتها جريدة “الاتحاد الاشتراكي”، الصادرة عن (حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) بتاريخ 19 رجب 1417 (1 دجنبر 1996)، وجريدة العلم الصادرة عن (حزب الاستقلال) بتاريخ 23 رجب 1417 (5 دجمبر 1996).
وأرى من الواجب الديني الوطني: العربي ـ الإسلامي، أن يقرأ كل مغربي هذه الوثيقة والمذكرة التوثيقية الوطنية ـ الإسلامية التاريخية، بنصها الكامل بكل إمعان، ليقف على مدى مكر المحتل وعلى مدى نفسه الطويل في إصراره على محاربة رسالة الإسلام، ولغة القرآن، من داخل المغرب العربي المسلم، وعبر أجهزته الحكومية.
لائحة أسماء الموقعين على المذكرة كما نشرتها جريدة “الراية”:
وسوم :التعليم عين على السياسة
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI