تاريخ النشر : 1/12/2016
عدد المشاهدات : 3643
دائرة العمل الإسلامي العام بجهود أهل السنة الشاملة؛ تتسع وتتواصل عبر العالم للاتحاد على الكتاب والسنة ومنهج الصحابة الكرام رضي الله عنهم؛ بعيداً عن جدلياتِ العقم الكلامي، وطاردةً لغلوِّ الخرافةِ الصوفية، وبراءة من سلفية المداخلة المتدعشنة ..
فهذه الثلاثة من كُبريات معاول الهدم للإسلام بيد بعض أبنائه؛ ممن انتكست فطرهم واختلت موازينهم وضَحُلت معرفتهم؛ فهم أبعد الناس عن ثوابت الشريعة وعن فقه علومها وحسن فهمها والتخلق بأخلاقها ..
وقد قامت طائفة مباركة من علماء الأمة بالتحذير من مغبة هذا التيار المدخلي البائس ومنهم فضلاء من المغرب العربي؛ كالعلامة محمد زحل والدكتور مصطفى بن حمزة والعلامة محمد الحسن الددو والعلامة مولود السريري والدكتور عادل رفوش والشيخ حمّاد القباج والشيخ الحسن الشنقيطي والشيخ البشير عصام والأستاذ نبيل غزال والشيخ سالم الشيخي والأستاذ إبراهيم الطالب ..
في كوكبة كبرى من العلماء والشيوخ والأساتذة والباحثين بكتابات وخطابات .. تندد بهذا التوجه المتطرف، لا سيما بعد ضلوع بعض المنتسبين إليه في مقتل العالم الليبي الجليل الشيخ نادر العمراني السنوسي رحمه الله؛
ومن هؤلاء السادة العلماء المغاربيين: عالم الجزائر الشنقيطي فضيلةُ الشيخ الفقيه مختار بن العربي مومن الجزائري الشنقيطي؛ شارح الرسالة وابن عاشر بكتابيه السائرين: “المناهل الزلالة” و”العَرف الناشر” وغيرهما من الكتب والإصدارات النافعة؛
مفيداً بهذا المقال في هتك جرائم هذه الفئة الباغية على المسلمين في وحدتهم وفي أعراضهم، بل وفي دمائهم بعد فاجعة استشهاد فضيلة الشيخ نادر رحمه الله تعالى ..
ونترككم الآن مع مقال الشيخ المختار الذي راسل به مؤسسة ابن تاشفين؛ التي تعتبر مقاومة هذا التيار المدخلي وغيره من تيارات الغلو والتطرف من أوجب واجبات الوقت:
قال شيخنا المختار حفظه الله تعالى:
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على خير الخلق ومن بنهجه اقتفى ..
قديما قيل:
ومن يكن الغراب له دليلا … يمر به على جيف الكلاب
هكذا بعض أفراخ العلم الذين تربوا في كنف المتعالمين من فصيلة الغربان ، يُرسل أحدهم لطلب العلم والوحي فيجد جيفة دون ذلك فيشتغل بها عن ما أرسل إليه ، فإذا رأى أن الزمن قد فات؛ طلب من شيخه أن يعطيه ريشة يطير بها في الآفاق وينفخ فيه بالتزكية الباطلة فيصير شيخ الزمان ، وذهبي العصر في قريته وعند مُرَيَّتِهِ بعد أن عرف أنه كان راتعا في مستنقعات مملوءة بالجراثيم الخبيثة التي إن طارت من ذلك المستنقع ملأت الدنيا إصابات ، وشكلت لنفسها عصابات، تطعن في العلماء والصالحين المصلحين من هذه الأمة ، ولم تكتف بذلك حتى زادت الضغث إبالة، والكيل سوءا، فولغت في دماء الأبرياء واقفة بكل وقاحة مع الأغبياء ممن سّموا أنفسهم بالأمراء والعالم يعرف منبتهم، ودَرَجَهُم، وبهرجهم ..
فيا لغربة الدين من هذه النابتة التي ليس لها قدم في دين الله ثابتة؛ حيث رمت كل الأمة بالجرح والتجريح ، إلى أن وصلت إلى القتل والتذبيح ..
وتلك والله من سوء طالعها ، وسيّء فألها ، ونكوص بعلها، ويا خيبة من مشى في ركابهم باسم السلف، وما هو إلا التلف، فمنهج السلف منهم براء، وما يفترونه عنه مجرد عواء وهراء.
بل هو منهج الخوارج الذين يفسحون الطريق لخنزير أهل الذمة، ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من صلحاء الأمة ..
فيا أيها الشباب: انتبهوا نبّهكم الله ، واعلموا علّمكم الله أن الأمة لم تعرف جماعة تسّمت باسم أهل السنة والجماعة أو مصطلح السلفية إلا وكان فيها الرحمة والرفق حتى مع المخالف، فما بال هؤلاء برنامجهم تالف، ومنهجهم زائف ، أما تعلّموا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى مع صناديد الكفار وسلامه عليهم طمعا في إسلامهم ودعائهم بأحبّ الأسماء إليهم؟
أما تصفحوا سيرته ومسيرته حتى مع المنافقين واليهود؟
أما قرؤوا مواقف الإمام أحمد مع المعتصم؟
أما تأثروا بمواقف شيخ الإسلام مع خصومه وعفوه عنهم وطلب العذر لجهلهم في كل مرتسم؟
فما بال القوم علينا إذا مرّوا لايسلّمون؟
وإذا وقعت في أمّتهم فاجعة لايتألّمون؟
ومواقفهم مع صهيون وحفتر والسيسي والقذافي كما تعلمون؟
وفي المملكة المغربية مع حزب الجَرَّار بعلمانيته المتطرفة ضد الإسلاميين، وهذه هي أُمُّ علاماتهم المخزية:
1 -طعن المصلحين
2 -ودعم المفسدين
{ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق}؟
إن كانوا درسوا ما فيه وأنىٰ لهم أن يكونوا من الدارسين؟
فما هم إلا من غرابيب المتسلِّقِين ..
أما تربوا في موائد المساجد؟
أما قرؤوا القرءان في المعابد؟
أما عرفوا سنّة الحبيب وهديه للموافق والمعاند؟
أيّها العلماء ، أيها الدعاة ، أيها المتمسكون بنهج الوسط الذي لاتفريط فيه ولاشطط:
افضحوا عَوار القوم فما هم بمنزجرين، واهتكوا أستارهم فما هم بجريمتهم معترفين؛
وإلا فأمسِ نادر، وغدا عالم آخر، وبعدُ تقتل الأكابر باسم الخوارج وكلّ غادر.
أنقذوا الشباب اليافع من أفواه المدافع، عودوا بهم إلى أحضان الوسطية والعلم النافع، ربّوهم على الفضيلة والأخوة وصناعة المجد الرافع ..
أدركوهم بحلق تهدي ولاتهذي؛ أرشدوهم إلى كتب السلف والخلف النافعة، وحذروهم من الكتب السافعة، وعلّموهم معتقد الحبيب صلى الله عليه وسلم والصحابي الأريب ، والتابعي الأديب ..
فقهوهم سنن الاختلاف، ورووهم من اجتهاد الأسلاف؛ فذاك هو الشراب العذب السلاف، وإلا فالمنحدر سحيق، والتمزق حقيق، ولا ينجو غريق بغريق ..
فاللهم اهد شبابنا وفتياتنا للحق دون تنطع، وإلى السنة دون تبدّع، وإلى الأخوّة من غير تقديس ولا تقوقع ..
وكتب:
المصدور بما تلاقي أمته من أعدائها وأدعيائها من جور؛ وخاصة من بعض بني جلدتها من زور وفتور، وخذلان في كثير من القلوب يمور؛
أخوكم:
أبو سليمان مختار بن العربي مومن
يوم 23 صفر الخير من سنة 1438 هجرية.
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI