أنشطة وأخبار

فيلم عيوش إبداع فني: فلماذا ترفضونه؟

تاريخ النشر : 26/05/2015

عدد المشاهدات : 1310


بقلم: حماد القباج
فيلم عيوش إبداع فني: فلماذا ترفضونه وتحاربونه؟
سؤال طرحه بعض الناس تعقيبا على الحملة التي انخرط فيها كثير من المغاربة للتعبير عن رفضهم لهذا الفيلم ..
بل إن البعض اعتبر الحملة موقفا متطرفا يصادر الحرية ويجهض الإبداع الفني ويعبر عن ثقافة الكراهية للفن والجمال ..
وبعضهم قال: الفيلم يحكي الواقع فلماذا ننافق؟
وأود أن ألفت انتباه الجميع إلى أن كل التصرفات السيئة يمكن أن يتحملها مفهوم الفن كما يمكن أن يكون لها حظ من مفهوم الإبداع:
فالتعري الكامل أمام الجماهير -على سبيل المثال- يصنف عند البعض فنا وإبداعا؛
فمن قال: يجب إقراره لأنه فن؛ فيجب أن يعيد النظر في فطرته وذوقه ومروءته؛ ونطلب منه أن يجيبنا على هذا السؤال: هل يمكن أن تفعله أنت برفقة أولادك؟
أما سليم الفطرة والذوق فسيرفض هذا السلوك قطعا؛ وسيعتبره رجعية وانحطاطا من مقام الكرامة الإنسانية إلى مستويات التصرفات البهيمية ..
بل الحيوان نفسه جبله الله على ستر عورته إلا في حال سعيه للتكاثر والتناسل ..
إن فيلم المخرج عيوش يمس بشكل مباشر بكرامة الإنسان وفطرته ومروءته؛ وهو وسيلة لنشر ثقافة التطبيع مع الفاحشة والدعارة ..
وبدل أن نعزز فرص معالجة هذه الظاهرة السلبية، وننجح في الحد منها؛ سوف نشجع على تفشيها أكثر؛ من خلال جعلها متداولة وعادية في عقلية الشباب والشابات ..
وهنا تكمن الخطورة ..
وهنا ينقلب الفن والإبداع إلى شيء سلبي يهدم القيم ويخرب الأخلاق ..
وإذا كان الفن وسيلة لتذوق الأشياء الجميلة؛ وهذا هدف إيجابي في الأصل؛
فإنه يصير سلبيا حين يضحي وسيلة للتطبيع مع الأشياء القبيحة
والدعارة وألفاظها وأحوالها شيء قبيح عند كل العقلاء، ولا يوجد عاقل سوي: يقر بأن تكون أمه أو ابنته -مثلا- داعرة.
ولولا التسويغات الاقتصادية والفلسفات الإباحية؛ لاتفقت القوانين على منعها.
ومع أن القوانين في الدول المتقدمة لا تمنعها؛ فإن عقلاء تلك المجتمعات يعتبرونها شيئا معيبا، ولا يشجعون على انتشارها وتفشيها، بما في ذلك الفنانون والمخرجون السينمائيون ..
والفلسفة المؤطرة للدول والمجتمعات الغربية؛ تستحسن علاقة (المخادنة) واتخاذ العشيقة من غير الزوجة، وتحاول اعتبارها شيئا حسنا، مع أنها شيء قبيح في تشريع الخالق جل وعلا.
ومع ذلك فإن تلك الفلسفة؛ لا تستحسن علاقة (الدعارة)، وتحاول الحد منها وعلاج أسبابها ..
وختاما أقول:
إن كون هذه الظاهرة موجودة لا يسوغ تناولها بذلك الشكل البذيء الساقط الجارح لكرامة المرأة كما فعل المخرج نبيل عيوش ..
بل يمكن للفن أن يتناول الظاهرة ويقدم حلولا لعلاجها دون النزول إلى تلك المستويات غير المشرفة.
الله يحفظنا ويحفظ شبابنا من الفواحش والمنكرات ..