تاريخ النشر : 24/03/2016
عدد المشاهدات : 1337
العلم بالدِّين الإسلامي حصانة من الإرهاب ..
بقلم: حمّاد القباج
المتتبع لسيرة قادة التيارات التي تتبنى العنف يلاحظ أن تكوينهم الأصلي بعيد عن تخصصات العلوم الدينية (بن لادن، البغدادي، الزرقاوي، الظواهري، ..)
ليس فيهم ولا منهم فَقِيه ولا عالم درس العلوم الشرعية دراسة مؤصلة ومعمقة ..
ولا نعرف لهم مراكز علمية ولا مؤسسات متخصصة في الدراسات الشرعية أو السياسية ..
ومنفذو العمليات الإرهابية أكثرهم إما جهال، وإما أصحاب علوم تجريبية (رياضيات، هندسة، علوم تقنية ..)
ليس فيهم طلبة علم شرعي وباحثون متخصصون، ولا مفكرون وكتاب ..
وهو حال كل من قرأت تعاريفهم من المتهمين أو المدانين في تفجيرات نيويورك والسعودية والدار البيضاء وتركيا وأوروبا ..
وأمثال هؤلاء يسهل استدراجهم من طرف صانعي الإرهاب؛ الذين يستغلون هزال معرفتهم بالدِّين فيؤججون عواطفهم الدينية، لا سيما الذين لهم وضعية اجتماعية هشة ..
وأشهد الله أن كل من ناقشتهم وحاورتهم من حاملي فكر التطرّف الإرهابي جهال بأبجديات العلوم الشرعية؛ وآخرهم حاورته قبل شهرين: لا يعرف أبجديات علمي أصول الفقه ومصطلح الحديث؛ فضلا عن التفسير والحديث والفقه ..
والذين قيل بأنهم حضروا بعض دروس أو حلقات دور القرآن؛ شباب لم يتحملوا مكابدة طلب العلم وحفظ القرآن والمتون وشرحها ..
وقد حدثني أحد الإخوة المفرج عنهم من التيار المسمى سياسيا (السلفية الجهادية)؛ أن أحد قضاة داعش كان معتقلا سابقا معه؛ قال: يكاد يكون أميا في معرفته بالعلوم الدينية؛ وهو اليوم قاضي في دولة الخلافة! يقضي في الدماء والأعراض والأموال!!
الخليفة المزعوم نفسه (البغدادي) لا نعرف له مؤلفات ولا دراسات ولا دروسا علمية معمقة ..
وكل ما تقدم برهان قطعي على محورية “التعليم الديني المعمق” في التحصين من الفكر الإرهابي وإفرازاته التخريبية التي تستحل دماء الأبرياء وممتلكاتهم ..
وهذا يدل على أن الذين يحاربون التعليم الديني يسهمون بشكل غير مباشر في تغذية أسباب انتشار الإرهاب ..
ولو صدقت النوايا فيما يدعى من محاربة الإرهاب؛ لجعل أصحابها من التعليم الديني أحد أهم عوامل مقاومة الإرهاب ..
خلافا لما تقوم به أمريكا وأخواتها من حربهم على مدارس التعليم الشرعي، ومراكز الدعوة والبحث العلمي، ومثقفي ما يسمى الإسلام السياسي، وتدميرها لمراكز الثقافة والحضارة الإسلامية؛ كبغداد ودمشق ومصر ..
وسوم :الإرهاب طلب العلم عين على السياسة