تاريخ النشر : 19/01/2016
عدد المشاهدات : 3285
بقلم: حماد القباج
لما رأيت ما تتعرض له جماعة الإخوان المسلمين من حملة شرسة تجاوزت كل حدود الظلم والاستبداد، ورأيت كيف يوظف السياسيون الدكتاتوريون؛ رجالا محسوبين من أهل العلم في هذه الحملة، بل كيف يرضى هؤلاء بأن يقوموا بهذه المهمة السياسية القذرة ولو بشيطنة الإخوان ورميهم بأخطر التهم..
شعرت بأن من الواجب كشف مخالفة هؤلاء لمنهج العلماء الربانيين الراسخين في العلم؛ وبيان أن الراسخين أثنوا على هذه الجماعة التي أدلت بدلو وافر في مجال الإصلاح والدعوة إلى الله سبحانه؛ شكروا سعيها وشجعوا خيرها وانتقدوا أخطاءها بشكل شرعي معتدل يبعث المخطئ على تصحيح خطئه وتقويم اعوجاجه..
وهو الظن بهؤلاء الأئمة القادة في الخير؛ أن يتفادوا الفظاظة والغلظة والقسوة، فضلا عن تفاديهم خدمة السياسات الظالمة التي تستبيح الدماء والأموال وتنتهك الأعراض؛ وهو الخط الأحمر الذي شدد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمح للمسلم أن يرتكبه في حق المسلم أو يعين على ذلك؛ إلى درجة أن قال: “من أعان ظالما بباطل ليدحض بباطله حقا فقد برئ من ذمة الله عز وجل وذمة رسوله”[1].
وأبدأ بـ:
شيخ الأزهر الأسبق العلامة محمد الخضر حسين رحمه الله تعالى
(1293-1377هـ / 1876-1958م)
ذكر الشيخ عبد الله عزام أن جمال عبد الناصر طلب عام (1954) من شيخ الأزهر الشيخ محمد الخضر حسين الإفتاء في جماعة الاخوان المسلمين بأنها جماعة من الخوارج؛ فرفض وقال على منبر الجامع الأزهر:
“لقد عشت خادما لديني لا مستخدِما له، ويكفي العبد الفقير كسرة خبز وشربة ماء، وما أكثر الفضاء في ملكوت الله.
وإني أشهد الله أن الإخوان دعوة ربانية؛ عرفتهم ميادين البذل والعطاء والجهاد والتضحية، لم يخونوا ولم يغدروا بما علمت عنهم.
وها أنا ذا اليوم أعلن استقالتي من كل منصب يحول بيني وبين إرضاء ربي”.
العلامة المصلح محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى
(1306-1385هـ / 1889-1965م(
قال البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى: “حث الأستاذ الورتلاني الحكومتين في آخر الرسالة على لزوم الاتصال الوثيق بالهيئات الإسلامية الحرة العاملة لإحياء الروح الإسلامية وإثارة النخوة الإسلامية وبيان الحقائق الإسلامية العليا بالتربية والتعليم وبعث المجد الإسلامي من جديد.
وسمى الموجود الصالح من تلك الهيئات؛ ومنها: جمعية العلماء الجزائريين وجمعية الإخوان المسلمين، وأن ما ذكره الأستاذ في هذا الصدد هو محض النصيحة للحكومتين..”[2].
ولمن أراد معرفة المزيد عن علاقة الشيخ الإبراهيمي بجماعة الإخوان المسلمين وعقده المحاضرات و اللقاءات في مراكزها فليرجع إلى آثاره.
شيخ مشايخنا العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى
(1311-1407هـ / 1893-1987م)
قال في كتابه “الدعوة إلى الله” (ص:82) وما بعدها:
“..وذلك أن الإمام حسن البنا رحمه الله ورضي الله عنه كتب إلي يقول: إن صحيفتنا “الإخوان المسلمون”، بلغت من الرواج ولله الحمد إلى أن صارت في مقدمة الصحف اليومية التي تصدر في القاهرة ولنا مكاتبون في جميع أنحاء العالم إلا في المغرب فليس لنا مكاتب يبعث لنا بأخبار إخواننا المسلمين في هذا القطر المهم، فأرجو من فضلك أن ترشدنا إلى مكاتب تختاره بما يطلب من المكافأة، وإن سمحت لك صحتك بأن تكون أنت بنفسك ذلك المكاتب فهو أحب إلينا.
فأجبته: لبيك يا لبيك يا لبيك — ها أنذا منطلق إليك
أنا الذي أتشرف بأن أكون مكاتبا لصحيفة الإخوان المسلمين لا أريد على ذلك أجرا إلا من الله تعالى؛ وما أنا بالباغي على الحب رشوة — ضعيف هوى يبغي عليه ثوابا
فشرعت في كتابة المقالات، وكتبت إلى الصحيفة المذكورة عدة مقالات باسم مستعار وظننت أن هذا العمل سيبقى سرا مكتوما..
وقد كان الموظفون في البريد في تطوان كلهم مغاربة، وهم رعايا للإسبانيين بحكم الاستعمار الذي أكد عليهم بالرغبة والرهبة ألا يروا رسالة فيها مساس بالإسبانيين إلا أطلعوهم عليها، فكانوا يطلعونهم على تلك المقالات قبل إرسالها وأنا غافل من ذلك.
فأجمع المستعمرون أن ينزلوا بي عقابا صارما، وكادوا لي مكيدة سجنت على إثرها ثلاثة أيام”اهـ.
العلامة الفقيه عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تعالى
(1325-1415هـ / 1905-1994م)
ومعه: الشيخان عبد الله بن قعود وعبد الله بن غديان
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (2/ 238) / الفتوى رقم (6280):
س4: الجماعات والفرق الموجودة الآن أقصد بها جماعة الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ، وجماعة أنصار السنة المحمدية، والجمعية الشرعية، والسلفيين، ومن يسمونهم التكفير والهجرة، وهذه كلها وغيرها قائمة بمصر؛ أسأل ما موقف المسلم منها؟ وهل ينطبق عليها حديث حذيفة رضي الله عنه: “فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك” رواه الإمام مسلم في الصحيح؟
ج4: كل من هذه الفرق فيها حق وباطل وخطأ وصواب، وبعضها أقرب إلى الحق والصواب وأكثر خيرا وأعم نفعا من بعض؛ فعليك أن تتعاون مع كل منها على ما معها من الحق وتنصح لها فيما تراه خطأ، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
توقيع:
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
أعضاء: عبد الله بن قعود / عبد الله بن غديان
العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
(1330-1420هـ / 1912-1999م)
جاء في مجموع فتاوى ومقالات ابن باز (8/237):
“يتساءل كثير من شباب الإسلام عن حكم الانتماء للجماعات الإسلامية، والالتزام بمنهج جماعة معينة دون سواها؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
“الواجب على كل إنسان أن يلتزم بالحق؛ قال الله عز وجل، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وألا يلتزم بمنهج أي جماعة لا إخوان مسلمين ولا أنصار سنة ولا غيرهم، ولكن يلتزم بالحق.
وإذا انتسب إلى أنصار السنة وساعدهم في الحق، أو إلى الإخوان المسلمين ووافقهم على الحق من دون غلو ولا تفريط؛ فلا بأس”.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (ج2/ص237)، الفتوى رقم (6250):
س: في العالم الإسلامي اليوم عدة فرق وطرق؛ مثلا: هناك جماعة التبليغ، الإخوان المسلمين، فما هي الجماعة التي تطبق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
ج: أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقه: أهل السنة: وهم أهل الحديث، وجماعة أنصار السنة، ثم الإخوان المسلمون.
وبالجملة فكل فرقة من هؤلاء وغيرهم فيها خطأ وصواب، فعليك بالتعاون معها فيما عندها من الصواب، واجتناب ما وقعت فيه من أخطاء، مع التناصح والتعاون على البر والتقوى.
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي
أعضاء: عبد الله بن قعود / عبد الله بن غديان
العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
(1333-1420هـ / 1914-1999م)
كان للشيخ الألباني رحمه الله تعالى رأي مخالف في جماعة الإخوان المسلمين، ثم تراجع عنه، وأكد أنها جماعة إصلاحية وأن مؤسسها عالم مصلح أجرى الله على يديه خيرا كثيرا، وهو يصيب ويخطأ كغيره، كما أن الشيخ الألباني رفض بقوة الغلو في نقد أخطاء السيد قطب رحمه الله..
قال في سلسلة الهدى والنور (رقم الشريط:849): “إن الإخوان المسلمين ليسوا من الفرق الضالة، ولا أعتقد أني قلت ذلك ولو قلته فإني أتراجع عنه، ولا أعتقد أن يصل بي الأمر إلى أن أحكم على شخص ما بأنه من الفرق الضالة لمجرد مخالفة واحدة.
وكثيرا ما سُئلت عن الأحزاب القائمة اليوم خصوصا حزب الإخوان المسلمين هل أعتبرهم من الفرق الضالة؟
فأقول: لا.
وأقل ما يقال فيهم أنهم يعلنون تبعا لرئيسهم الأول حسن البنا رحمه الله أنه: على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح -وإن كانت هذه دعوى تحتاج لتفصيلها قولا وتطبيقها وعملا-، ولكن نحن نكتفى منهم أنهم يعلنون الانتماء إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، لكنهم يخالفون ذلك في قليل أو كثير.
وفيهم أفراد هم معنا في العقيدة لكنهم ليسوا معنا في المنهج، لذلك أنا لا أجد رخصة لأحد أن يحشرهم في زمرة الفرق الضالة، ولكنهم يخالفوننا في مواضع طالما نناقشهم ونجادلهم فيها، لكنهم لا يستحقون بها أن نلحقهم في الفرق الضالة؛ لأنهم لم يتخذوا منهجا يعلنونه ويتبنونه على خلاف الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح كما هو شأن الفرق الأخرى المعروفة من قديم” اهـ[3].
العلامة البحاثة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى
(1365-1429هـ / 2008م)
لما كتب الشيخ ربيع رده على السيد قطب، أرسل كتابه إلى العلامة بكر رحمه الله تعالى؛ فزجره هذا الأخير عن الغلو في الرد على سيد رحمه الله، وأشار في رسالة الجواب إلى خطأ المسلك الذي سلكه في موضوع الرد على المخالف عموما:
ومما جاء في الرسالة المذكورة؛ قول الشيخ بكر:
“نظرت في أول صفحة من فهرس الموضوعات فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله أصول الكفر والإلحاد والزندقة: القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها، يكفر المجتمعات..!
إلى آخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين.
وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات، وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها.
عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع؛ فوجدت الخبر يكذبه الخبر.
ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي، إلى الوقيعة في سيد رحمه الله، وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته..” الخ.
وقد ختم الشيخ بكر نصيحته لربيع بما أراه مناسبا لنصح هؤلاء الغلاة في نقد الاخوان المسلمين:
“هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غير ممتع، وأعتذر عن تأخر الجواب، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس.
لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه؛ فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان آخر والكمال عزيز.
والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة والسيرة النبوية العطرة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته، وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار؛ فقال كلمته الإيمانية المشهورة: “إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضادها”؛ أو كلمة نحو ذلك.
فالواجب على الجميع: الدعاء له بالمغفرة والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه..
اعتبر رعاك الله حاله بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية مع ما لديهما من الطوام؛ لأن الأصل في مسلكهما: نصرة الإسلام والسنة.
وانظر: منازل السائرين للهروي رحمه الله تعالى؛ ترى عجائب لا يمكن قبولها، ومع ذلك فابن القيم رحمه الله يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يجرمه فيها، وذلك في شرحه مدارج السالكين، وقد بسطت في كتاب “تصنيف الناس بين الظن واليقين” ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك.
وفي الختام فإني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب “أضواء إسلامية” وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء وتشذيبهم، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم..
واسمح لي بارك الله فيك إن كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتي عليكم..
أخوكم بكر أبو زيد”.
العلامة الفقيه عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى
(1353-1430هـ / 1933-2009م)
سئل السؤال التالي:
بعض الشباب يبدعون الشيخ سيد قطب وينهون عن قراءة كتبه ويقولون أيضا نفس القول عن حسن البنا ويقولون عن بعض العلماء أنهم خوارج وحجتهم تبيين الأخطاء للناس، أرجو الإجابة حتى إزالة الريب لنا ولغيرنا حتى لا يعم هذا الشيء؟
الجواب:
“الحمد لله وحده؛ وبعد:
سيد قطب وحسن البنا من علماء المسلمين ومن أهل الدعوة وقد نصر الله بهما الدين وهدى بدعوتهما خلقا كثيرا ولهما جهود لا تنكر، ولأجل ذلك شفع الشيخ عبد العزيز بن باز في سيد قطب عندما قرر عليه القتل وتلطف في الشفاعة فلم يقبل شفاعته الرئيس جمال -عليه من الله ما يستحق- ولما قتل كل منهما أطلق على كل واحد أنه شهيد لأنه قتل ظلما، وشهد بذلك الخاص والعام ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار.
ثم تلقى العلماء كتبهما، ونفع الله بهما ولم يطعن أحد فيهما منذ أكثر من عشرين عاما، وإذا وقع لهم مثل ذلك كالنووي والسيوطي وابن الجوزي وابن عطية والخطابي والقسطلاني، وأمثالهم كثير.
وقد قرأت ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي في الرد على سيد قطب ورأيته جعل العناوين لما ليس بحقيقة، فرد عليه الشيخ بكر أبو زيد -حفظه الله-، وكذلك محامله على الشيخ عبد الرحمن، وجعل في كلامه أخطاء مضللة مع طول صحبته له من غير نكير..
وعين الرضا عن كل عيب كليلة — ولكن عين السخط تبدي المساويا
قاله وأملاه: عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين[4].
هذا قول عشرة من علماء الأقطار الإسلامية -وهم أعلم وأكبر العلماء السلفيين في هذا العصر-؛ في جماعة الإخوان المسلمين، وفيهم من وجه انتقادات قوية ومهمة للجماعة نصحا وتبيينا للأخطاء، ومع ذلك لم يُخرج واحدٌ منهم الجماعة وقادتها من أهل السنة، ولا اتهمها بإرهاب ولا تكفير ولا غيرهما من التهم التي يكيلها لها اليوم محسوبون على العلم والعلماء بألفاظ قاسية وفظاظة حاقدة ومجاراة لسياسات الظالمين..
وسوم :الأخلاق عين على السياسة
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI