تاريخ النشر : 25/03/2015
عدد المشاهدات : 854
الخبر:
مفكرة الإسلام: (أكدت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تقرير لها عن العنف تجاه المرأة الفرنسية، أن المعلومات المستقاة من العاملين الاجتماعيين والأكاديميين ورجال الشرطة حول انتشار العنف الأسري، تؤكد معاناة عشرات النساء، والمعدلات المبلّغة لا تعكس المستوى الحقيقي لانتشار الظاهرة بفرنسا؛ حيث أكدت آخر الإحصائيات أن (95 بالمائة) من ضحايا العنف بفرنسا؛ نساء.
وتجدر الإشارة أن هذا العنف تعاني منه دول أوروبا وأمريكا، حيث أكدت الإحصائيات أن (30 بالمائة) من النساء الأمريكيات يتعرضن للعنف الجسدي من قبل أزواجهن أيضا).
التعليق:
لا أحد يناقش في أهمية ووُجوب مكافحة (العنف ضد المرأة) لا سيما في إطار الزواج الذي يقوى فيه الاحتكاك بين المرأة وزوجها؛ والمفروض أن يكون المسلمون أكثر الناس التزاما بهذا الواجب؛ بحكم خضوعهم لشريعة فيها من النصوص والآداب والقواعد ما يكفي لتحقيقه.
ومع هذا؛ فإن أكثر التحركات -للهيآت المعنية بالقضية النسائية في البلاد الإسلامية- من أجل علاج ظاهرة العنف ضد الزوجة، لم ترفع رأسا بتلك النصوص والآداب، بل اقتصرت على السعي في وضع تدابير قانونية وإعلامية اتبعت فيها سَنن الغربيين!!
بل منهن من تهجمت على الشريعة، وعدتها من أسباب فشو العنف المشار إليه!!!
والدليل عندهن قوله تعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} (النساء34).
وهذا منتهى العجب؛ فإن النص القرآني يدل على خلاف المُدّعَى.
وبيانه: أن الضرب لا يشرع في حق المرأة؛ بل هو مشروع في الناشز التي سارت في طريق هدم صرح الحياة الزوجية، وأصرت على المعاندة والشقاق، ولم تستجب لداعي الوعظ، ولم تكترث بالهجر؛ وغلب على الظن أنها تنتفع بالضرب؛ وهو واقعُ بعضِ النساء؛ لا يرجعن إلا بهذا، أما إذا غلب على الظن عدم جدوى ذلك؛ فينتقل الزوجان إلى تطبيق أحكام الشقاق، أو يلجآن إلى الفراق.
والضرب المذكور؛ ضرب تأديب وعلاج، لا ضرب تعذيب وإهانة.
قال ابن عباس: “{واللاتي تخافون نشوزهن}؛ تلك المرأة تنشز وتستخف بحق زوجها، فأمره الله أن يعظها ويذكرها بالله ويعظم حقه عليها، فإن قبلت وإلا هجرها في المضجع، ولا يكلمها، من غير أن يذر نكاحها، وذلك عليها شديد. فإن رجعت؛ وإلا ضربها ضرباً غير مبرح، ولا يكسر لها عظماً ولا يجرح بها جرحاً”. (رواه الطبري).
وما يصدر عن بعض الغربيين وأفراخهم من استنكار هذا الحكم، وجعله مظهرا من مظاهر احتقار المرأة؛ مغالطة وقلب للحقائق؛ فكثير من الذكور يضربون نساءهم ضربا شديدا يُنِم عن حقد وكراهية، وهؤلاء موجودون عند المسلمين وعند غيرهم من الأمم؛ وخبر هذا الأسبوع من آخر تجليات ذلك، وهو يؤكد أن الخطوات الغربية لعلاج الظاهرة لم تفلح.
وهذا بدوره يؤكد وجوب اتباع الخطوات الشرعية في ذلك؛ وخلاصتها أن نجتهد في تربية الناس على الإسلام الصحيح؛ فإنهم إذا تأدبوا بآدابه كانت نساؤهم صالحات واعيات، وأمثال هؤلاء لا يجوز أذيتهن بما هو أدنى من الضرب، فكيف بأذيتهن به؟!
كما أن التربية المذكورة تنتج لنا رجالا يتقون الله في نسائهم، ولا يعاملونهن معاملة تضطرهن إلى النشوز والترفع.
وإذا نشزن فلن يبادروا إلى الضرب، بل هو ضرورة مقيدة كيفيةً ومورداً.
وإذا اضطروا إليه فلن يجعلوه مطية للإضرار والإهانة، بل هو آخر عناصر العلاج.
وهذا من الإعجاز التشريعي في القرآن؛ حيث دل على الآلية السليمة والواقعية لعلاج الظاهرة؛ إعداما أو تقليلا.
وقد زادت السنة ذلك بيانا من خلال النصوص التي نهت عن الضرب، ودلت بذلك على كراهته وعدم استحسانه؛ منها:
عن معاوية القشيري قال: أتيت رسول الله e فقلت: ما تقول في نسائنا؟ قال: «أطعموهن مما تأكلون، واكسوهن مما تكتسون، ولا تضربوهن، ولا تقبحوهن»[1].
وأُعبّر -لزيادة توضيح المسألة- بتعبير آخر فأقول:
إن الشريعة الإلاهية دعت المرأة لتكون صالحة قانتة متواضعة، وحثتها على ذلك من خلال نصوص كثيرة.
فإذا وُجدت أُسَرٌ نساؤها على غير هذا الهدي -وهن الأقل في مجتمع يتأدب أهله بآداب الإسلام ويطبقون شريعته-؛ فيخاطَبْن خطابا وعظيا عاطفيا يجمع بين الترغيب والترهيب.
وهذا يؤدي بالعاقِلات إلى التراجع عن غَيِّهن والتحاقهن بركب الصالحات.
واللواتي يتمادين في النشوز فهؤلاء يُهجرن؛ فتستشعر المنصفة منهن بذلك قيمة زوجها وأهميته فتقلع عن ترفعها، ويبقى عدد قليل جدا يشرع ضربه بقيود إن حقق ذلك المصلحة المتوخاة، وهو مع هذا مكروه في الشريعة.
فهذه الطريق الشرعية تؤدي إلى تقليص الضرب أو إعدامه.
وما كان هذا حاله؛ فلا يصح أبدا وصفه بأنه عنف ضد المرأة؛ بل هو العلاج الأمثل لظاهرة العنف.
أما التشريعات والخطوات الغربية فلم تزد الطين إلا بلة، والواقعُ –ومنه خبر التدوينة- أكبر دليل…
[1] رواه ابو داود (2144) وصححه الألباني.
وسوم :الشريعة العنف ضد المرأة مقال
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI