تاريخ النشر : 25/10/2015
عدد المشاهدات : 1683
مذكرات الإصلاح الدعوي (13)
نصيحة الغلاة:
قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى لأحد الشباب المتأثر بمنهج الغلو في التجريح:
“أنا أنصحك أنت والشباب الآخرين الذين يقفون في خطٍ منحرف فيما يبدو لنا والله أعلم:
أن لا تضيّعوا أوقاتكم في نقد بعضكم بعضاً، وتقولوا: فلان قال كذا، وفلان قال كذا؛
لأنه.. أولاً: هذا ليس من العلم في شيء،
وثانياً: هذا الأسلوب يوغّر الصدور، ويحقّق الأحقاد والبغضاء في القلوب، إنما عليكم بالعلم، فالعلم هو الذي سيكشف هل هذا الكلام في مدح زيد من الناس الذي له أخطاء كثيرة؟ وهل -مثلاً- يحق لنا أن نسميه صاحب بدعة؟ وبالتالي هل هو مبتدع؟ ما لنا ولهذه التعمقات؟ أنا أنصح بأن لا تتعمّقوا هذا التعمّق؛ لأننا في الحقيقة نشكو الآن هذه الفرقة التي طرأت على المنتسبين لدعوة الكتاب والسنة، أو كما نقول نحن: للدعوة السلفية، هذه الفرقة -والله أعلم- السبب الأكبر فيها هو حظ النفس الأمّارة بالسوء، وليس هو الخلاف في بعض الآراء الفكرية.
هذه نصيحتي.
أنا كثيراً ما أُسْأَل: ما رأيك بفلان؟
فأفهم أنه متحيّز له أو عليه، وقد يكون الذي يسأل عنه من إخواننا، وقد يكون من إخواننا القدامى يقال عنه: إنه انحرف ..
فأنا أنصح السائل: يا أخي! ماذا تريد بزيد وبكر وعمرو؟ إستقم كما أمرت، وتعلم العلم، وهذا العلم سيميّز لك الصالح من الطالح، والمخطئ من المصيب … إلخ، ثم لا تحقد على أخيك المسلم لمجرد أنه لا أقول: أخطأ، بل لمجرد أنه انحرف، لكن انحرف في مسألة أو اثنتين أو ثلاث، والمسائل الأخرى ما انحرف فيها، ونحن نجد في أئمة الحديث من يتقبلون حديثه، ويقولون عنه في ترجمته أنه مرجئ، وأنه خارجي، وأنه ناصبي …إلخ.
فهذه كلها عيوب وكلها ضلالات، لكن عندهم ميزان يتمسكون به، ولا يرجحون كفة سيئة على الحسنات أو سيئتين أو ثلاث على جملة حسنات، ومن أعظمها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله”اهـ
[سلسلة الهدى والنور الشريط 784]
وسوم :الدعوة إلى الله
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI