تاريخ النشر : 12/02/2018
عدد المشاهدات : 826
محمد رفيقي والسياقات المسيّسة ..
في حلقة هذا الأسبوع من برنامج ضيف الأولى أجاد الأستاذ محمد رفيقي في إبراز دور بيئة الثمانينيّات وسياقاتها السياسية والاجتماعية في خلق نمط معين من التدين كان مسؤولا عن فكر وسلوك التطرف الذي عانى منه رفيقي وآلاف من الشباب المغاربة في الثمانينيات والتسعينيات ..؛ وأتفق معه في كون هؤلاء كانوا ضحية لموازنات سياسية كان الهدف العميق لها هو خلق بيئة من “التطرف والارهاب” تُمهّدُ للتوسع الإمبيرالي الأمريكي الذي امتطى مطية “محاربة التطرّف والإرهاب” وتُسوّغ أحد أبشع أنواع التدمير والإرهاب الذي مارسته أمريكا في حروبها الوحشية ..
لكن الملفت للانتباه أن الأستاذ رفيقي بدا غير مستشعر للسياق الراهن الذي يسهم اليوم في تشكيل فكر مقابل للفكر المتشدد الذي عانى منه ..
فإذا كان السياق الأول قد زج به وأمثاله في نمط من “التدين المتشدد”؛ فإن السياق الحالي يريد أن يزج به في نمط من “التدين المتحلل” أو لنقل: نوع من “اللاتدين واللاهوية” يستحسن أن يتأمل في أبعاده ويحتاط من مآلاته .. ولا ينتظر عشرين سنة أخرى ليدرك بأنه كان ضحية لسياق آخر ..!
وإذا كان السياق الأول قد خلق “تطرفا مسَيّساً” له ضحاياه؛ فإن السياق الحالي خلق “حربا على التطرّف مسيسة” لها ضحاياها أيضا ..
وسيكون من المؤسف أن يكون أخ فاضل مثل الأستاذ رفيقي ضحية للسياقين كليهما؛ فيتطرف أولا تطرفا دينيا يكفر فيه السياسيين الديمقراطيين، ثم يتطرف ثانيا تطرفا لادينيا يجعله يستحسن حذف آيات قرآنية من مقررات التعليم، ويعتبر تغيرات مجتمعية مسوغة لتغيير أحكام قطعية أراد مشرعها سبحانه أن تبقى ثابتة مهما كانت المتغيرات ..
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI