تاريخ النشر : 29/06/2022
عدد المشاهدات : 661
كلمة حول مقتل السيدة شيرين أبو عاقلة:
أحدث مقتل السيدة شيرين أبو عاقلة تفاعلا عالميا مستحقا؛
وهي سيدة تستحق الشكر والتقدير على مسارها النضالي الجدير بكل تقدير واحترام؛ حيث جعلت من نفسها صوتا للحق والعدل طيلة ربع قرن؛ تفضح ظلم الظالم وعدوان الصهاينة المغتصبين، وتعرض نفسها لأخطار محققة في سبيل انحيازها للحق والعدالة ..
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بأن طائفة من أمته ستستمر ظاهرة على الحق؛ فإن لهذا الظهور معنيان:
الأول: ظهور حجة
الثاني: الانتصار في ما شاء الله من المعارك بين الحق والباطل
ومعنى ظهور الحجة أن هذه الطائفة ستستمر في ظهور كون قضيتها قضية حق وعدالة، وأن منتهكها ظالم ومعتدي؛ وهذا الظهور من أهم أسباب تحقق النصر في المعركة الختامية التي يُزهق فيها الحقُ الباطلَ ..
إن الصحافة الحرة اليوم جزء هام وأساسي في حصول هذا الظهور، وكل من يسهم فيه يستحق الشكر والتقدير على موقفه هذا ..
وهذه السمعة البطولية وما يحفها من ثناء وذكر حسن؛ هو مما يكافأ به الإنسان في هذه الحياة الدنيا كيفما كان دينه ومعتقده ..
أما في الحياة الآخرة فلا ينتفع الإنسان بأعماله ومواقفه الحميدة إلا إذا كان مؤمنا بالله واليوم الآخر، موحدا لرب العالمين لا يعبد غيره ولا يشرك به شيئا:
قال الله تعالى: {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)}
فالأمر بالمعروف والعدل والحق؛ فيه خير ومصلحة، أما الأجر عليه فيأخذه من طلبه من صاحب الأجر والثواب؛ ومنطقي أنه من لم يطلبه لا يأخذه ..
وعن أنس أن النبي ﷺ قال: “إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنة، يُعطَى بها في الدنيا، ويُجزَى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل لله -تعالى- في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم يكن له حسنة يُجزى بها”. رواه مسلم.
لقد قضت إرادة الله جل جلاله أن يغفر كل ذنب إلا الشرك بالله والكفر به؛ وتوحيده سبحانه حقه على الإنسان؛ لأنه موجده من عدم وممده بالنعم ..
والعقوبة على الشرك أو غيره حق الرب، ولا دخل للإنسان فيه؛ وإنما واجب المسلم معاملة الناس بالبر والعدل؛ ومن ذلك مدحهم على ما يستحقون عليه المدح؛ كما قال تعالى: {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى}
قال المفسرون: “الذين زعموا أنهم نصارى من أتباع المسيح وعلى منهاج إنجيله ، فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة ، وما ذاك إلا لما في قلوبهم ، إذ كانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة ، كما قال تعالى : ( وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ) [ الحديد : 27 ].
وقال تعالى عن اليهود والنصارى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
ومن هذا البر أن نتوجه بالشكر والتقدير لشهيدة الصحافة الحرة السيدة شيرين أبو عاقلة، وبالتعزية الحارة لأسرتها الصغيرة والكبيرة ولكل أحرار العالم المناهضين للظلم والإرهاب الصهيوني الجبان.
نشرت هذه التدوينة على صفحتي على فايسبوك بتاريخ: 15 ماي 2022
وسوم :الصحافة القضية الفلسطينية جرائم الاحتلال عين على السياسة