تاريخ النشر : 8/06/2017
عدد المشاهدات : 801
من وحي التراويح 1438 (الليلة الأولى)
علاقة المسلمين بأتباع الديانات الأخرى ..
تلا الإمام قول الله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
علاقة المسلمين بأتباع الديانتين اليهودية والنصرانية ينبغي أن تقوم على أساس: التعايش السلمي؛
وهو المطلوب في الشرع الإسلامي إن اختاره الآخرون وابتعدوا عن سلوك الظلم والعدوان؛ كما قال تعالى: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها}
ولا يجيز الشرع الإسلامي إكراههم على دين الإسلام، كما لا يجيز منعهم من ممارسة شعائرهم، ويوجب على الدولة حماية أرواحهم وممتلكاتهم وأماكن عبادتهم وضمان حقوقهم كاملة ..
بل أمرنا ربنا بالبر بهم والعدل في معاملتهم: {أن تبروهم وتقسطوا إليهم}
وهذا كله لا يعني أن الدين الإسلامي يقر بأن أديانهم وعقائدهم حق، بل يؤكد أنها تعرضت لتلاعب رجال الدين المنحرفين الذين استأثروا بالثروات إلى جانب الحكام الثيوقراطيين: {إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويَصُدُّون عن سبيل الله}
فبسبب الطمع والجشع والجبن: اتبعوا أهواء حكامهم المتألهين وشرعوا من الدين ما أمر به أولئك الحكام؛ وخانوا أماناتهم وحرفوا دين ربهم؛ فأحلوا بعض حرامه وحرموا بعض حلاله؛ وقد طال ذلك التلاعب جوانب هامة؛ كتوحيد الله تعالى، وكرامة الإنسان والمرأة خصوصا، ووجوب العدل في الحكم وتوزيع الثروات، ومفهوم التعبد وممارسة الشعائر ..
بل بلغ التحريف إلى درجة: تحريم العلوم التجريبية واعتبارها: الشجرة التي أكل منها آدم!
ومن هنا: اعتبرت الكنيسة في القرن 16 حقيقة كروية الأرض وحركتها: كفرا أعدمت من قال به من العلماء ..
ولم تعتذر عن هذا الانحراف إلا في عهد البابا الحالي (بينيديكت 16)!
بل بلغ ضلالهم إلى درجة بيع صكوك ذهبية باهضة الثمن لمن أراد مغفرة الله!!
لذلك وصفهم الله تعالى ب: {المغضوب عليهم} و{الضالين}
لأنهم حرفوا دينه الذي أنزله لهداية عباده ..
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم المغضوب عليهم ب: أحبار اليهود، والضالين ب: الرهبان النصارى؛ أي العلماء الذين حرفوا دين سيدنا موسى ودين سيدنا عيسى عليهما السلام ومن تبعهم على ذلك ..
لذا فإن التعايش مع أتباع الديانتين ينبغي أن يقوم على أساس: البراءة من دينهم؛ كما قال تعالى: {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون … لكم دينكم ولي دين}
وبهذا يظهر خطأ ما يردده بعض المسلمين بجهل؛ كقولهم: (الأديان كلها حق .. وهي أشكال متنوعة لعبادة الله .. وكلها توصل إلى الحب الإلهي ..)!
حمّاد القباج
ليلة السبت 1 رمضان 1438
بمراكش
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI