أنشطة وأخبار

حكمة اختتام القرآن الكريم بالمعوذتين

تاريخ النشر : 10/08/2015

عدد المشاهدات : 768


قال العلامة ابن جزي الكلبي المالكي رحمه الله تعالى في تفسيره التسهيل:

“فإن قيل: لم ختم القرآن بالمعوذتين وما الحكمة في ذلك؟
فالجواب من ثلاثة أوجه:
الأول: قال شيخنا الأستاذ أبو جعفر بن الزبير: لما كان القرآن من أعظم النعم على عباده، والنعم مظنة الحسد فختم بما يطفئ الحسد من الاستعاذة بالله.
الثاني: يظهر لي أن المعوذتين ختم بهما لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيهما: “أنزلت عليّ آيات لم ير مثلهن قط”، كما قال في فاتحة الكتاب: «لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلها».
فافتتح القرآن بسورة لم ينزل مثلها واختتم بسورتين لم يُرَ مثلهما؛ ليجمع حسن الافتتاح والاختتام؛ ألا ترى أن الخطب والرسائل والقصائد وغير ذلك من أنواع الكلام إنما ينظر فيها إلى حُسن افتتاحها واختتامها؟
الوجه الثالث: يظهر لي أيضاً أنه لما أمر القارئ أن يفتتح قراءته بالتعوذ من الشيطان الرجيم، ختم القرآن بالمعوذتين ليحصل الاستعاذة بالله عند أول القراءة وعند آخر ما يقرأ من القراءة، فتكون الاستعاذة قد اشتملت على طرفي الابتداء والانتهاء، وليكون القارئ محفوظاً بحفظ الله الذي استعاذ به من أول أمره إلى آخره وبالله التوفيق لا رب غيره”اهـ