تاريخ النشر : 21/08/2015
عدد المشاهدات : 1419
انتقاد مقالة: “السلفية والأشعرية؛ أخوة أم احتواء”
تلقيت بشأن هذه المقالة انتقادا كريما هادفا من أحد أفاضل الأساتذة الباحثين ..
وخلاصته: خوفه من أن يفهم من المقالة إقرار أخطاء الأشاعرة ..
وأنه يجب علي أن أوضح أن المعتقد الأشعري شيء منحرف يستوجب ذمه والتحذير منه ومن علماءه ..
وقد ذكرت في مطلع مقالتي أن الرد الشرعي وبيان الأخطاء واجب لا مرية فيه ..
وهو قائم ومتوفر؛ لدرجة أنه حصل فيه غلو وتجاوز في الكم والكيف ..
لكن الذي فيه خصاص وفقر، وكاد يغيب في كتابات السلفيين المتأخرين؛ هو معالجة الغلو ونشر الوسطية والاعتدال، وإحياء واجب الأخوة والمرحمة والتعاون على الحق ونصرة الدين ..
فلما وقفت على دراسة شيخنا العلامة الدكتور عادل رفوش بعنوان: “إنصاف الأشاعرة”!
حمدت الله على توفيقه؛ وتأكد لي أن مقصد مقالتي مقصد شرعي درج عليه أئمة السلفية؛ وفي مقدمتهم؛ شيخ الإسلام ابن تيمية الذي نقل عنه الدكتور قوله [في مجموع الفتاوى : 3/227-229]:
((والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة.
وأنا كنت من أعظم الناس تأليفاً لقلوب المسلمين، وطلبا لاتفاق كلمتهم، واتباعاً لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله، وأزلت عامة ما كان فى النفوس من الوحشة.
وبيَّنت لهم أن الأشعرى كان من أجلِّ المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد رحمه الله؛ ونحوه المنتصرين لطريقه ؛ كما يذكر الأشعرى ذلك فى كتبه.
… إلى قوله:
“وفرح المسلمون باتفاق الكلمة.
وأظهرت ما ذكره ابن عساكر فى مناقبه: أنه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متفقين الى زمن القشيرى فإنه لما جرت تلك الفتنة ببغداد تفرقت الكلمة.
ومعلوم أن فى جميع الطوائف من هو زائغ ومستقيم)) اهـ كلام ابن تيمية.
راجع النص كاملا في الدراسة:
http://kabbadj.com/?p=1950
ولو تأمل المنصف؛ لعلم أن مقالتي إنما هي شرح لهذا النص من كلام الإمام السلفي بحق: أحمد ابن تيمية رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
ودعوة لتأليف القلوب وجمع الكلمة وإزالة الوحشة ..
وتأمل رحمك الله قول الدكتور في مطلع دراسته القيمة عن شيخه الإمام ولد عدود:
“وقد عانى رحمه الله تعالى في تليين متعصبة الأشاعرة على إخوانهم الحنابلة؛ كما نعاني نحن من تليين متعصبة (الحنابلة) على إخوانهم الأشاعرة؛ وهي معضلة تاريخية جامدة ما زال العقلاء -كما ذكرتُ عن ابن تيمية- يحاولون تذويبها”.
إنها حقيقة يدركها كل من يعرف قدر ما نتعرض له من هجوم عنيف، وما نرمى به من تهم التمييع والتغرير والتضليل والتبديل ..؛ بسبب مواقفنا التقريبية بين مختلف أهل السنة العاملين لنصرة هذا الدين وإعلاء كلمته ..
ودعوتنا بعض السلفيين لنبذ الغلو والغلظة والسطحية والتعصب للشيوخ ..
والله المستعان على ما يصفون.
حاشا الفضلاء الكرماء الرحماء؛ من أمثال المنتقد المشار إليه؛ الذي أكرمني بدماثة أخلاقه وسديد نقده؛ جزاه الله خيرا ..
ولعل فيما ذكرت ما يقنعه بصواب قناعتي ..
كما أرجو أن يستفيد من مقالتي المتواضعة، ودراسة الدكتور المقنعة؛ أخي ومفيدي الفاضل الكريم الذي تسرع وحكم على شيوخه السلفيين بأنه تم احتواؤهم من قبل علماء المغرب الأشاعرة!
ولكل جواد كبوة ..، وإذا بلغ الماء قُلتين لم يحمل الخبث ..
لله دره من شيخ فاضل وداعية مناضل وبحاثة مطلع ..
وفاضل آخر: استشكل تعليق شيخنا عادل على الدرس الحسني الذي ألقاه فضيلة العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة!
ولو تأمل؛ لوجد أنه حلقة من حلقات ذلك التآخي والتعاون بين العلماء؛ سلفيين وأشاعرة ..
ولهؤلاء الفضلاء جميعا مني التحية والتقدير، والشكر على مجهوداتهم المباركة في الدعوة والبحث العلمي النزيه ..
ومن تمام هذه النزاهة أن لا نهاب سلوك التراجع عن تصور خاطئ تربينا عليه وألفناه؛ حتى صرنا نعتبره أصلا ومنهجا؛ نستعظم مخالفته!!
ومن ذلك:
. تصورنا أننا أصحاب حق مطلق، وغيرنا أصحاب انحرافات
(ومعلوم أن فى جميع الطوائف من هو زائغ ومستقيم)
. تصورنا حول العمل السياسي؛ وأنه خطيئة ومخالفة للمنهاج
ورفعنا رأي العلامة الألباني إلى درجة النص القطعي!
(مع أنها نازلة اجتهادية ليس فيها نص ولا إجماع، ومع أن رأي الشيخ الألباني مخالف لرأي الجمهور)
. غياب تعاون الجماعات الإسلامية فيما بينها
(مع أنه الأصل، والرد والتحذير من الأخطاء فرع)
(فغلونا في الفرع، وهجرنا الأصل)!
. احترام علماءنا الأشاعرة والتعاون معهم على الخير .. إلـخ.
ليس هناك منا إنسان يعلو فوق العلم والدليل ..
بل نتعلم كل يوم ما كنا نجهله، ونحن دائماً صغار أمام هذا العلم الشامخ المبارك ..
والسلفية الحقة هي تقديم الدليل والرجوع إلى دلالته وإن خالف ذلك ما اعتدناه وتربينا عليه ..
أنا مثلا لم أكن أعرف عن شيخ الإسلام في هذا الموضوع إلا أنه رد على الأشاعرة بعلم وإنصاف وتوسط، وحفظ لأئمتهم قدرهم ولم يبدع أعيانهم ولا ضللهم ..
لكن الدراسة السابقة أفادتني أنه كان من دعاة التقريب الشرعي المحمود، وتذويب جليد الخلافات الوهمية أو الهامشية التي لا يجوز أن تكون مناط براء ولا ذريعة للتضليل وافتعال العداوات والنزاعات ..
{وقل رب زدني علما}
وسوم :العقيدة
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI