أنشطة وأخبار

القطيعة بين الدعاة محرم وكبيرة

تاريخ النشر : 30/04/2015

عدد المشاهدات : 1588


 

قال أستاذنا الكبير؛ العلامة الدكتور أحمد الريسوني وفقه الله تعالى:

“القطيعة بين المسلمين أفرادا وجماعات محرمة شرعا، وتزداد حرمة إذا ترتبت عنها أضرار ومفاسد للأمة، وهو ما يحصل عادة في القطيعة بين الدعاة ..

والقطيعة بينهم قد تكون أحيانا من غير عمد ولا إصرار؛ فتكون مثلا ناتجة عن ظروف أمنية لا تسمح بالتواصل والتزاور، وهذه ضرورة ينبغي أن تقدر بقدرها، وألا يتجاوز فيها حد الضرورة.

وقد تكون القطيعة ناتجة عن مجرد تقصير وتشاغل، وهذه لا تدخل في دائرة الحظر، ولكن التمادي فيها وعدم مبادرة أي طرف إلى الاستدراك وقطع هذه القطيعة، من شأنه أن يفوت على الدعاة مصالح لا يحق لأحد تفويتها وتضييعها، كما أنها قد تنتج تغيرا في النفوس والمواقف، وقد تحرك ظنونا وتأويلات، فيدب الفساد في العلاقات..، وتلك هي الحالقة، كما جاء في الحديث ..

ولكن الأسوأ من هذا وذلك، هو أن تكون القطيعة مقصودة ومقررة منذ البداية، وهذه عادة ما تكون ناتجة إما عن عدم اعتراف أحد الطرفين بالآخر؛ فيعمد إلى مقاطعته إمعانا في تجاهله ونفيه، أو عن كراهية نشأت بين الطرفين، لا تستطيع النفوس تجاوزها، أو عن شعور بالاستعلاء والاستغناء، لدى أحد الطرفين أو لديهما معا:

وفي هذه الحالات كلها، لا يوجد أي مسوغ يخرج القطيعة عن التحريم الشديد الذي خصها بها الشرع، وحسبنا من ذلك حديث الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: «لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال».

وإذا كان هذا في شأن عامة المسلمين، وفي شأن العلاقات العادية بينهم؛ فكيف بمن يعتبرون – أو ينبغي أن يكونوا- خيرة هذه الأمة؟

وكيف بأهل العمل والدعوة؟

وكيف بمن قطيعتهم تعطل التعاون على تحقيق المصالح العامة ودرء المفاسد العامة؟

وكيف بمن قطيعتهم تعطل التشاور والتبادل والتفاهم بيم أهل الدعوة وقادتها؟

وكيف بمن قطيعتهم تؤدي إلى تعميق الفرقة والتشتت داخل جسم الأمة؟

إن الواجب الذي لا غبار عليه، هو محافظة الدعاة وقادة الحركة الإسلامية على التواصل المستمر بينهم، ووضع حد لكل أشكال القطيعة والانفصال، وإقامة حد أدنى –على الأقل- من التفاهم والتعاون بينهم”.

 

[التعدد التنظيمي .. ما له وما عليه / طبعة 1996: ص. 27، 28، 29]