تاريخ النشر : 17/09/2017
عدد المشاهدات : 1851
تأملات في الفكر السامي (5)
الحجوي وثورة تحرير الفكر
قاد شيخنا الحجوي رحمه الله تعالى ثورة من أجل تحرير الفكر المغربي والعقل الفقهي من قيود وآصار الجمود والتقليد والتخلف والخرافة؛ وأكد بأنه لا نهضة في المغرب ما لم تترسخ حرية الفكر بين فقهاءه ونخبه ..
وفيما يلي نقول في هذا الموضوع من فكره السامي:
1 “الإسلام جاء بعد نضوج العقل ووصوله أشده، فناسب ترشيده حرية تصرفه ففسح له مجال التفكير في ملكوت الله واعتبره حرا طليقا ..
هكذا كان حال الإسلام أيام ازدهار دولته أما حين تأخر أهل الإسﻻم -لا الإسلام وليس اﻹسﻻم هو الذي أخرهم بل المسلمون هم الذين أخروا الإسﻻم-؛ فلم يتأخر إلا بتأخر أخلاقهم ومواهبهم التي رباها الإسﻻم وفرط فيها أهله، وغلب عليهم الخيال والأوهام فأصبحوا في واد والعقل في واد”.
2 وفي سياق إرشاده للأساتذة في منهجية تدريس الفقه للطلبة؛ قال رحمه الله: “ثم نترك لهم حرية الفكر والنظر كما كان عليه أهل الصدر الأول”.
3 “قصير العلم ضيق الفكر هو الذي يعتقد إن أبطل حجة خصمه جازما أنه لا يمكن أن يأتي بحجة او حجج غيرها والشريعة بحر زاخر والأنظار ليس لها اول ولا اخر”.
4 وقد اعتبر فقيهنا الاستبداد والتوظيف السياسي من أكبر العوائق أمام حرية الفكر؛ فقال:
“الاستبداد ماح او مضاد للاجتهاد وحرية الفكر؛ اذ هي من دواعي الاجتهاد”.
5 قال:
“ولو أن الخليفتين المأمون والمتوكل تركا الحرية التامة لأهل العلم فأطلقوا عنان أفكارهم في البحث عن الحق؛ لظهر ورجعت الطائفتان -المعتزلة وأهل السنة-؛ عند اختلافهما في مسألة خلق القرآن الى وفاق.
فتداخل أهل السياسة في أمثال هذا هو سدل لجلباب الليل على الحقائق وسد حاجز عن تقدم العلم”.
6 وفي بيان أهمية الحرية لنهضة الأمة قال رحمه الله تعالى:
“فالنهضة الحقيقية للأمة والفقه هي ان يوجد في الأمة فقهاء مستقلون في الفكر مجتهدون”.
7 “كل شيء تلقته الأمة عن كره لا يكون له دوام ولا قرار؛ فالانتصار والانتشار إنما هو في حرية الأفكار”.
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI