تاريخ النشر : 23/06/2016
عدد المشاهدات : 1364
من وحي التراويح (الليلة 17):
حقوق الخدم في الإسلام
جلست في محلبة لأشرب كأسا من العصير وأكتب وحي التراويح ..
وإذا بي أفاجأ بأسرة كثيرة الأفراد من الجالية المغربية بفرنسا؛ تجلس أمامي وتطلب الأم كؤوس عصير لأولادها وأولاد أختها ..
إحدى البنات اعتزلت المجموعة مغضبة، وجعلت تعبر عن سخطها باللغة الفرنسية .. والأم والخالة تجتهدان في إرضاءها وتطالبانها بأخذ كأس عصير أو ما شاءت من طعام أو شراب ..
ومع المجموعة فتاة سمراء صغيرة لم أتكلف تفكيرا لمعرفة أنها خادمة عند الأم التي كلفتها برعاية طفل صغير واصطحابه إلى المرحاض ..
الملفت للانتباه أن عامل المحلبة لما سأل الخادمة عن نوع العصير الذي تريد؟
زمجرت الأم وقالت متهكمة: (العصير؟! .. إيتها بكأس شاي)!!
وبعد أقل من دقيقتين التفتت الأم إلى ابنة أختها المغضبة وقالت لها: (لماذا لا تريدين العصير يا حبيبتي)؟!!
ضاقت نفسي وتكدر خاطري أصابني من هذا المشهد حزن أنساني معاني ما كنت زورت في نفسي كتابته ..
وتذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين:
“خدمكم إخوانكم فمن جعل الله خادما تحت يده فليطعمه مما يطعم وليلبسه مما يلبس ولا يكلفه فوق طاقته فإن كلفه فليعنه”
قاله لأبي ذَر لما رَآه يضرب خادمه !
فنهاه وقال له: “الله أقدر عليك منه عليه”
ثم قال له ما سبق ..
فكان أبو ذَر بعد ذلك لا يشتري ثوبا إلا اشترى لخادمه مثله، ولا أكل طعاما إلا أشركه فيه ..
إنها المساواة الحقيقية التي ترحم الضعيف وتحفظ حقه .. لا مساواة الخداع والغرور والكبر التي تربينا عليها عاصمة الأنوار !
اللهم صَل على سيدنا محمد الرحمة المهداة وانفعنا بهديه وثبتنا على سنته يا ذَا الجلال والإكرام ..
وسوم :التفسير تدوينة رمضان من وحي التراويح
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI