تعلٌَمْ من النبي صلى الله عليه وسلم كيف تحترم زوجتك؟

تاريخ النشر : 1/07/2016

عدد المشاهدات : 1604

من وحي التراويح .. الليلة (25):

تعلٌَمْ من النبي صلى الله عليه وسلم كيف تحترم زوجتك؟

قرأ الإمام سورة التحريم ..
وأولها تضمن ذكر قصة جميلة وقعت في البيت النبوي؛ خلاصتها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم في زيارته المسائية التي كان يطوف فيها على نساءه .. تأخر قليلا عند زينب يشرب عسلا .. فاستثار ذلك حفصة وعائشة وغارتا من زينب؛ فاتفقتا أن تقولا له حين يدخل عندهما: “رائحة فمك فيها شيء مختمر“!
ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن تشم من فمه رائحة ..
فلما قالت له حفصة ذلك ..
قال لها: “إنما شربت عسلا عند زينب ولن أعود“!
وأوصاها أن لا تخبر عائشة كي لا تغضب! (ظن أنها لم تعلم)
فنزل قول الله تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك} الآيات
وهذا اللطف في معاملة الزوجات جدير بالتأمل والاقتداء:
يزورهن كل مساء كلهن
يقدر شعورهن بالغيرة
يسارع إلى فعل ما يرضيهن
يحرص على عدم فعل ما يغضبهن

أي لطف هذا؟
أي تواضع هذا؟؟
أي احترام هذا؟؟؟

أين المسلمين من هذه القدوة الحسنة؟؟
لا سيما أولئك الذين يتكبرون على زوجاتهم ويستعرضون عليهن عضلاتهم لأدنى غلط ..
هناك رجال يظنون أن احترام الزوجة واللطف في معاملتها: ضعف وجبن ..
وهذا خطأ؛ بل هو شهامة وخلق رفيع ..

وأجمل ما في القصة: غيرة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ حيث أنزل الله آيات في وعظ حفصة وعائشة وتحذيرهما من فعل ما قد يحرج رسول الله ..

ومن جمال القصة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزجر حفصة وعائشة بسبب تظاهرهما عليه، حتى نزل القرآن يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ويعاتب المعنيتين ..

وهذا اللطف كان من عادته عليه السلام مع النساء؛ وفيه قصص كثيرة؛ منها:
أنه استقبل يوما وفدا نسائيا يستشرنه ويتباحثن معه .. وأصواتهن في النقاش مرتفعة ..!
فاستأذن عمر رضي الله عنه ..
فقامت النسوة واختبأن .. فدخل عمر والنبي يضحك ..
فقال له: “ما يضحكك يا رسول الله“؟
قال: “عجبت لهؤلاء؛ كن معي يرفعن أصواتهن، فلما سمعن بك اختبأن“!!
فقال لهن عمر: “ويحكن أتهبنني ولا تهبن رسول الله“؟!
فقلن: “نعم أنت فظ ..“!!

اللهم صَل على سيدنا محمد وآله الطيبين وأصحابه المباركين

وسوم :التفسير تدوينة رمضان من وحي التراويح