تاريخ النشر : 26/06/2016
عدد المشاهدات : 1131
من وحي التراويح .. الليلة (20):
الإسلام والإرهاب
تلا الإمام قول الله تعالى: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال}
يستشهد خصوم الإسلام بهذه الآية الكريمة ومثيلاتها على أن (الإسلام دين يشجع الإرهاب ويحرض على القتل)!!!
وهو الفهم الخاطئ نفسه الذي ضَل بسببه الخوارج والتكفيريون الذين استحلوا الدم المعصوم ..
وسبب هذا أن هؤلاء كلهم (خصوم الإسلام وغلاته) “قرؤوا القرآن دون أن يتجاوز تراقيهم” (حناجرهم)
أي: لا يتجاوزون بالقرآن ألفاظه ..
أما معانيه وفقهه؛ وما يقتضيه هذا الفقه من معرفة النصوص بأكملها، وطرق الاستدلال بها؛ فأمر يجهلونه؛ (ومن جهل شيئا عاداه).
إن الآية الكريمة وما في معناها من النصوص التي شرعت القتال؛ ما نزلت إلا بعد أن قابل خصوم الإسلام دعوته السلمية بأنواع العدوان والإرهاب الذي يشمل التعذيب النفسي والجسدي وانتهاك الحقوق المالية وغيرها، بل والقتل أيضا ..
والذي يقرأ السيرة النبوية يعرف أن دعوة الإسلام دعوة سلمية بامتياز، وأن خصومها هم الارهابيون الحقيقيون ..
فقد استمر إرهاب الخصوم أزيد من 10 سنوات لم يأذن فيها الله تعالى للمسلمين بالقتال؛ حرصا على طبيعة الرسالة الإسلامية المتمثّلة في السلمية والحرص على أمن الناس ..
وفي محطات من تلك السنوات كان الصحابة يقترحون على النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتلوا زعماء الخصوم الذين يشرفون على عمليات التعذيب والتقتيل؛ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرفض باستمرار ..
وبعد أن طرد المشركون المسلمين وصادروا أموالهم وأخرجوهم من ديارهم وارتفع عدد القتلى والمعذبين؛
نزل قول الله تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا}، وقوله تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا}
وهاتان الآيتان هما أول ما نزل في تشريع القتال؛ وقد بينتا أن الذي يُقاتَل هو المقاتل المحارب؛ فالإسلام لم يشرع قتال الكفار لكفرهم ولكن شرع قتالهم بسبب أنهم يقاتلون المسلمين ويعتدون على حقوقهم ..
وبين الله تعالى في الآية الأولى أنه شرع القتال لأن خصوم الإسلام ظلموا المسلمين ..
وفي الآية الثانية نهى الله تعالى عن الاعتداء وتجاوز الحد في الانتقام ..
فمن قرأ نصوص القتال في ضوء هذا السياق؛ سيعلم يقينا أن الإسلام دين الرحمة وأنه يستعمل القوة في إطار الحق والعدل ..
وسوم :التفسير تدوينة رمضان من وحي التراويح
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI