الاعتدال في التعامل مع الفن والسينما

الاعتدال في التعامل مع الفن والسينما ..

رأيت في بعض التعليقات على تدوينتي السابقة عن مسلسل “قيامة أرطغل”؛ ما يؤكد انتشار الغلو والجهل المركب بين عدد من الشباب الذين يظنون أنهم يمتلكون الحق في كل المسائل الشرعية !
ولمساعدتهم على تجاوز هذه الآفة أقول لهم:
يا إخوتي:
11 فن التمثيل نازلة عصرية لا بد فيها من اجتهاد شرعي، وليست مسألة فقهية ورد بشأنها نص قاطع للنزاع ..
22 هذه المسألة اختلفت فيها اجتهادات الفقهاء المعاصرين باختلاف أقيستهم وأنظارهم؛ فبعضهم قال بالإباحة مستصحبا الأصل، وبعضهم رأى أنه حرام لاعتبارات رآها .. وممن قال بالإباحة:
العلامة محمد رشيد رضا في فتاويه (ج 3 ص 1090)
والعلامة محمد بن صالح العثيمين (انظر: البيان المفيد في حكم التمثيل والأناشيد ص 14)
والعلامة عبد الله بن حميد (حكم ممارسة الفن في الشريعة الإسلامية (ص 2933)
والعلامة يوسف القرضاوي … وغيرهم.
طبعا قولهم بالجواز مرتبط بالتمثيل الذي يحرص أصحابه على اجتناب الانحرافات الشرعية ..
وهذا القول هو الراجح في نظري؛ لأدلته الظاهرة ..
33 مادامت المسألة اجتهادية وما دمت اخترت القول الأول لأدلته فلا ينبغي الانكار علي وكأنني قلت بجواز ما تحريمه معلوم من الدين بالضرورة !!
44 الفن ومنه فن التمثيل باﻹضافة إلى كونه مباحا؛ فإنه يتيح فرصا هامة جدا في مجالات الدعوة والإصلاح والتربية ..
55 إذا كُنتَ أيها القائل بالتحريم؛ وفقت إلى درجة من الصلاح تجعلك تستغرق وقتك في الصيام والقيام والوظيفة أو التجارة؛ ولا تحتاج في حياتك إلى فن ولا سينما؛ فهنيئا لك؛ ولا تحرم من أراد أن يتمتع بما أحل الله، ولا تحرم الدعاة من مجال إصلاحي هام ..
66 واعلم أن أغلبية الناس يشاهدون الأفلام والمسلسلات؛ فالأولى والحالة هذه أن نرشدهم إلى النافع ليجعلوه مكان الضار، وأن نساعد الأسر على الاستمتاع بفرجة نافعة بدل أنواع الفرجة التافهة أو التخريبية ..