تاريخ النشر : 27/06/2017
عدد المشاهدات : 1286
تلا الإمام سور الزمر وغافر وفصلت
وأبرز ما تحدثت عنه هذه السور المباركة: “العظمة الإلهية”؛ التي عرفنا بها القرآن الكريم من خلال ذكر صفات الله عز وجل وأفعاله التي تصف لنا جانبا من ملكوته العظيم سبحانه؛ والذي جعل الله تعالى العرش رمزا عليه ..
والعرش مخلوق عظيم تُدهِشُ أخبارُه الألباب ..
وهو أول مخلوق خلقه الله تعالى من هذا الكون، ثم خلق السماوات والأرض ..
والسماوات والأرض كلها بالنسبة للعرش؛ كالحلقة الصغيرة في الصحراء الكبيرة ..
وقد صح بذلك كله: حديثان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخرجان في صحيحي البخاري ومسلم.
كما صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: “أُذِن لي أن أتحدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أذنه وعاتقه مسيرة سبعمائة سنة”.
وهو أحد الملائكة الثمانية الذين ذكرهم الله تعالى في قوله:{ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية}
وقد أثبتت هذه الآية أن العرش يكون فوق الخلائق يوم القيامة.
وبالرجوع إلى آيات التراويح نجدها تخبرنا عن حقائق مذهلة تزيد من معرفة الإنسان بعظمة الرب الخالق جل جلاله:
{قل أينكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين … ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزيّنا السماء الدنيا بمصابيح} (فصلت)
تأمل في هذه العظمة: هذا الكون وهذه الكواكب التي حيرت الإنسان لما اكتشف جزءا منها؛ هي جزء صغير من سماء من سبع سماوات؛ هي جزء صغير من عرش الرحمن ..
سبحانه {رفيع الدرجات ذو العرش} (غافر)
ومع ذلك أكثر الناس {ما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} (الزمر)
وفي نفس السورة قال جل في علاه: {وأشرقت الأرض بنور ربها} {وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم}
وفي ذكر صفة العلم المحيط؛ قال الله عن نفسه: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} (غافر)
كل تلك الحقائق العظيمة؛ حقائق غيبية كلف الله الإنسان في هذه الحياة بالإيمان بها؛ فمنهم كافر ومنهم مؤمن ..
لكن يوم القيامة يتجلى الرب بعظمته للخلائق أجمعين، ويظهر للجميع أن لله الملك الحقيقي والعظمة المطلقة، وأن ما تمَلّكه الإنسان في هذه الحياة واغتر به واستكبر به عن عبادة ربه؛ إنما هو متاع غرور ..
ولذلك يُسمِع الله الخلائق في ذلك اليوم سؤال: “لمن الملك اليوم“؟
فلا يستطيع أحد أن يجيب؛ فيجيب الله تعالى نفسه: {لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم}
إن العظمة المطلقة لله وحده؛ ومن توهم منازعة ربه فيها فهو واهم عنيد؛ لذلك خصصت سورة غافر حيزا لذكر جوانب من قصة موسى وفرعون؛ بصفة هذا الأخير نموذجا للإنسان الذي حاول منازعة الله كبرياءه ..
قال الله تعالى في الحديث القدسي: {العز إزاري والكبرياء رداءي فمن نازعني واحدا منهما عذبته}
سبوح قدوس رب الملائكة والروح .. سبحان ذي العظمة والجلال .. سبحانك ربنا لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك .. سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ..
حماد القباج
ليلة الأحد 23 رمضان 1438
بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة
وسوم :من وحي التراويح
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI