تاريخ النشر : 27/01/2019
عدد المشاهدات : 1628
يصدر قريبا للأستاذ حماد القباج كتاب: “عبقرية البخاري”
أول إصدرات “مركز يقين للدراسات والأبحاث” / إصدرات 2018
عدد الصفحات: 183
وسيتوفر في معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب المبرمج بين: 7 و17 فبراير القادم
وفي العديد من مكتبات المملكة المغربية
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب والحكمة، وأشهد أن لا إله إلا الله أتم علينا النعمة بالإسلام والسُّنة، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله؛ أسوةُ الأُمّة وكاشِفُ الغُمّة؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
أما بعد؛ فإن كتاب “الجامع الصحيح المسنَد“؛ للعالم الرباني العبقري: محمد بن إسماعيل البخاري؛ هو أهم مصادر علوم الوحي الإلهي بعد القرآن الكريم.
وذلك لاشتماله على قدْرٍ كبير من أقوال وأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ موثَّقةً بمناهج علمية دقيقة تضْمَن صحة ثبوت تلك الأقوال والأحوال عن خاتم النبيين الذي لم يَبْقَ في العالَم لِنَبي من الأقوال والسِّيَر بِقَدْر ما بقي له، عليه وعليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام.
والفضل لله تعالى في وجود وخلود هذا المصدر الهام وغيره من دواوين السنة المشرفة، ثم لعلماء الحديث ورجال الرواية الذين تجشموا المشاق، وأجهدوا فكرهم لحفظ الحديث النبوي الشريف، ووضْع أدق المناهج لتحَمُّله وروايته، وتمييز صحيحه من ضعيفه.
مناهجُ أبدعَتْها وطوّرتها عبقريةُ علماء المسلمين؛ يتقدّمُهم المحدث الحافظ الفقيه المبدع: أبو عبد الله البخاري رحمهم الله تعالى.
ولقد شكّل إبداعُهم هذا: تطورا نوعيا في مجال علم التاريخ ومناهج توثيق الروايات وضبط النصوص.
وبسبب القيمة العلمية والمنهجية والمرجعية الهامة لصحيح الإمام البخاري؛ فقد اعتنى به العلماء والباحثون والمفكرون بشكل كبير ومتعدد الأوجه؛ من توثيق رواياته عن مؤلِّفه، إلى دراسة وفحص صحة أحاديثه، إلى تفسير غريبه، إلى شرح مضمونه، إلى توضيح فقه أبوابه واستنباط دلالات أحاديثه … إلخ.
وقد استمرَّت هذه العنايةُ عبر تاريخ الأمة إلى يومنا هذا، وامتدت على طول جغرافيتها؛ فتناول الجامعَ علماءُ الأقطار والأمصار من العراق .. إلى الهند .. إلى الأندلس والمغرب .. مرورا بالشام ومصر …
ومع هذه العناية كلِّها؛ فإن التعريف بهذا الكتاب المَعْلَمةِ؛ أضحى -في تقديري- بحاجة إلى مرجع ميَسَّر[1] يكون في متناول عموم القرّاء؛ لا سيما الذين لا يتمكنون من الولوج إلى المصادر العلمية المتخصصة، أو يصعب عليهم استيعاب مضمونها وفهم اصطلاحاتها.
فكما أن كثرة وضخامة الأعمال والدراسات المعتنية بالجامع الصحيح ومؤلِّفِه؛ تدل على مكانتهما الكبيرة؛ فإن أكثرها يبقى بعيدا عن متناوَل جمهور القراء .
وتتأكد الحاجة لمثل هذا العمل؛ في سياق موجة الإلحاد الجديدة التي جعلت من ضمن أهدافها: التشكيكَ في المصادر الأساسية للدين الإسلامي الحنيف.
من هنا جاءت فكرةُ هذا الكتاب؛ الذي وضعتُ له هدفا: تقديم المعلومات الكافية للتعريف بالجامع وجامعه، بأسلوب ميسَّر وخطاب معاصر وترتيب مبدِعٍ، مع إبراز المنهجية العلمية العبقرية التي تأسس عليها تأليفُه.
وإنني أتوجه إلى الله تعالى بالحمد والشكر والثناء؛ على ما هداني إليه من هذه الفكرة التي أتشرف بسببها بالانخراط في سجل خُدّام الجامع الصحيح؛ مع أنني مجرَّد باحثٍ يَدْرُس ويفتِّش، ولست بمثابة أولئك العلماء الفحول الذين تلاقحت عبقريتهم مع عبقرية البخاري فألّفوا حول جامعه مئات المؤلفات؛ رواية وشرحا واختصارا وغير ذلك ..
كما أحمده سبحانه وأشكره على تيسير تحقيق تلك الفكرة، وعلى تسخير مركز يقين للعناية بهذا العمل الهام؛ الذي يندرج تحت أحد أهم أهداف المركز؛ ألا وهو: الإسهام في إعادة الاعتبار لمصادر علوم الوحي الإلهي، ومقاومة الأفكار والمزاعم التي تشكك في تلك المصادر لقطع الصلة بين المسلمين ومرجعيتهم الخالدة: القرآن الكريم والسُنة المشرفة.
وأهتبل هذه الفرصة لشكر القائمين على هذا المركز؛ وفي مقدمتهم: المديرُ المؤسِّس الأخ الفاضل والأستاذ المناضل جلال اعويطا وفقه الله وتقبل مجهوداته في فعل الخير.
وبعد؛ فقد استحسنت أن أُقَدم تعريف الجامع الصحيح من خلال شرح عنوانه الكامل كما وضعه مؤلفه؛ وهو:
“الجامعُ الصحيح المسنَدُ مِن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه“.
لأن هذا العنوانَ يُعَبّرُ عن المضمون بشكل شامل ودقيق؛ ومهدت لذلك بفصل تعريفي بالإمام البخاري؛ نكتشف من خلاله ظروف نشأته وأحوال تربيته ومقامات نجاحه وملامح عبقريته .. وقصة كفاحه المبارك للربط بين الأمة ونبيها صلى الله عليه وسلم .
فجاء الكتابُ في مقدمة وسبعة فصول وخاتمة:
الفصل الأول: عبقريُّ ما وراء النهر
الفصل الثاني: عبقريّةُ الجمع والترتيب
الفصل الثالث: عبقريّةُ العرض والاستنباط
الفصل الرابع: عبقريّةُ المنهجية وأنوارُ الربانية
الفصل الخامس: عبقريّةُ الغاية والهدف
الفصل السادس: عبقريّةُ النقد والتمحيص
الفصل السابع: عبقريّةُ الأحاديث المُشْكِلة
وقد سميته: {عبقرية البخاري: تعريفٌ جامعٌ ميسر بالإمام البخاري وصحيحه}.
أسأل الله تعالى أن يتقبل مني هذا العمل، وأن ينفع به، وأن يجزي خيرا كل من أعان على نشره والتعريف به.
حماد القباج
السبت 29 صفر الخير 1440 / الموافق: 10 نونبر 2018
kabbadj@gmail.com
[1] في سنة 2010 أصدر الدكتور يوسف الكتاني (ت 2016) رحمه الله تعالى؛ كتابا بعنوان: “عبقرية الإمام البخاري”؛ وهو عمل أكاديمي تخصصي من 460 صفحة، قدّرتُ بعد الاطلاع عليه أنه لا يستغنى به عن فكرة هذا الكتاب التي شرحتها أعلاه، وتأكد لي ذلك التقدير لما قرأت كتاب الدكتور وقارنت بينه وبين كتابي من حيث المضمون والمنهجية، وقد أفدْتُ من كتابه ونقلت منه في ثلاثة مواطن من هذا الكتاب؛ جزاه الله خيرا وتقبل مني ومنه.
وسوم :الأبحاث البخاري التأليف الدراسات السنة النبوية صحيح البخاري
ننوه الى أن ما ننشره من مواد للسادة والسيدات العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين، لا يلزم منه الاتفاق معهم في كل أفكارهم وآرائهم
Nous précisons que le contenu publié d'un tiers auteurs n'implique pas que nous sommes forcément d'accord avec l'ensemble de ses idées.
Designed by Khalil BI