أنشطة وأخبار

تقرير عن محاضرة الأستاذ القباج بجامعة الحسن الأول

تاريخ النشر : 4/04/2019

عدد المشاهدات : 1045


تقرير مصور عن محاضرة الأستاذ القباج بجامعة الحسن الأول

في إطار الأسبوع الثقافي السادس الذي نظمته المبادرة الطلابية بجامعة الحسن الأول بمدينة سطات: ألقى الأستاذ حماد القباج يوم الاثنين 1 أبريل 2019 محاضرة بعنوان: “محمد بلعربي العلوي ومخاض الوطنية

الأسبوع الثقافي نظم أيام: 1 و2 و3 و4 أبريل بكلية العلوم والتقنيات بجامعة الحسن الأول.
تحت شعار: “طلاب في مواجهة التفكيك الاقتصادي والسياسي والثقافي: دورة: محمد بلعربي العلوي“.
وقد تخللت الأسبوع فقرات أخرى، أبرزها:
– محاضرة للدكتور عبد الصمد بلكبير بعنوان: “الدفاع عن اللغة العربية معركة سياسية“.
– ندوة بعنوان: “قراءة في أدوات الإنتاج الحضاري “، للأستاذ محمد الطلابي وبعض الباحثين.
– ندوة بعنوان: “امتدادات الاقتصاد الكولونيالي في مغرب ما بعد الاستقلال
– محاور للنقاش في مواضيع: القضية الفلسطينية، التعليم، الجامعة، الإعلام …
فقرات من محاضرة الأستاذ حماد القباج:
“بعد 50 عام من التجاهل الفقيه محمد بلعربي العلوي يدخل الجامعة المغربية”.

“توالت العرائض على القصر سنة (1944) من جميع أنحاء المغرب، ومن جميع الطوائف والهيئات والمنظمات المهنية، تحمل كل منها مئات أو آلاف التوقيعات في تأييد مطلب الاستقلال والإلحاح فيه، حتى كانت العرائض تمضى في الشوارع وعلى أبواب الدكاكين التجارية”.

“لقد شهد محمد لمعمري –وكان أقرب شخص إلى نفس محمد الخامس-؛ أن الملك كان يقرب شيخ الإسلام محمد بن العربي وينهل من معارفه ويستفيد من توجيهاته الإصلاحية النيرة؛ ومن ذلك: ما كان يتلقاه في الدروس السلطانية التي شهدت صراعا حادا بينه وبين الموالين للحماية.

وكان شيخ الإسلام يقاوم فيها خطط الاحتلال وفكر الشعوذة والقبورية الذي جر المغرب إلى أوحال التخلف والانحطاط.

“وقد أذكت تلك الدروس في نفس محمد الخامس سلامة التوجه”.

قال: “أصبح شيخ الإسلام (محمد بن العربي) أول من يرجع إليه محمد الخامس ويستنير بنصحه في أكثر المواقف شدة.

وقد سجل التاريخ أن شيخ الإسلام كان الرائد الصادق الملهم الذي أصلح الله به المغرب الأقصى ملكا وشعبا مدة حياته.

ولقد استطاع بصدقه وأمانته وقناعته أن يبعد سياسة محمد الخامس عن كل ما يحدث الفجوة بينه وبين شعبه..

وقد سجل التاريخ في حقه من المكارم ما تتعشق النفوس سماعه”اهـ

حوار الفقيه مع بونفاس:

بعد أن قدّم شيخ الإسلام استعفاءه من رئاسة الاستئناف الشرعي للدوائر المسؤولة؛ طلب الاجتماع به المسؤول عن القسم السياسي إذ ذاك بونفاس، وأجرى معه الاستجواب الآتي بمنزل الشيخ بالعلو بالرباط:

قال بونفاس: عجيب أن يوافق شيخ مثلك له المكانة المرموقة في الدولة على طلب قدمه شباب طائش ( الوطنيون) لا يقدر المسؤولية.

فأجاب ابن العربي: الأغرب هو أن لا يوافق شيخ مثلي يقدر مسؤوليته المدنية والروحية على تحرير بلاده من ربقة الاستعمار وطغيانه.

وعاد بونفاس يسأل: لو فرضنا أن الحماية سلمت لكم الاستقلال، فمن يسير شؤونكم الفنية والتقنية والإدارية؟

فأجاب ابن العربي: من دولة غير مستعمرة مثل سويسرا أو النرويج أو الدانمارك، ومن إخواننا الشرقيين، وهذه مرحلة انتقالية جميع الشعوب الحديثة الاستقلال تمر بها ونحن من جملتها.

واستمر ابن العربي في حديثه قائلا: أتدري من حمل المغرب على طلب الاستقلال؟

لا؛ أخبرني من؟

أنتم معشر المستعمرين.

ورد عليه بونفاس منزعجا: نحن؟؟ أبدا أبدا.

قال ابن العربي: أتريد البيان؟

فأجاب بونفاس: نعم نعم.

فواصل ابن العربي حديثه قائلا: ألم يقدم المغاربة مطالب جذرية تستهدف إصلاح الإدارة والتعليم والعدلية والأوقاف إلخ …؟

ألم يقدموا ذلك في سنوات (1930-1933-1937م)؟

فكان الجواب هو سجن ونفي وتعذيب إلخ إلخ.

ثم قال ابن العربي: توجد قاعدة شرعية: المرأة تطلب من زوجها القيام بالنفقة في المرة الأولى وفي الثانية، وإذا لم يستجب طلبت الفراق، فيفرق القاضي بينهما.

وكذلك نحن؛ لما يئسنا من عدالتكم أقدمنا على طلب الفراق ونحن بالغونه إن شاء الله.

فرد بونفاس: لهذا لم يبق إلا أن أودعكم، وأن الإدارة تملك السجن والنفي والإعدام، فحذار وأنت شيخ كبير.

فقال ابن العربي: أنت تهددني؟؟

الأمر لا يعدو أن يكون نفيا فسياحة، أو سجنا فعبادة، أو موتا فشهادة؛ والكل فيه خيري وليس خيركم فيه”.