أنشطة وأخبار

تقريظ كتاب “اليقين في شرح النور المبين”

تاريخ النشر : 21/01/2023

عدد المشاهدات : 1329


تقريظ الأستاذ بن كيران لكتاب “اليقين في شرح النور المبين”

بقلم:

الشيخ الدكتور رشيد بن بنكيران

والشيخ الدكتور البشير عصام المراكشي

والشيخ الأستاذ حسن بوجعادة

تقريظ الشيخ الدكتور البشير عصام المراكشي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه.

أما بعد؛

فهذا الكتاب النافع الذي جاد به قلم الشيخ الداعية المصلح الأستاذ حماد القباج وفقه الله تعالى، اجتهادٌ طيب في عرض مباحث العقيدة الإسلامية الصحيحة، انطلاقا من كتاب “النور المبين في قواعد عقائد الدينللعلامة ابن جزي الغرناطي الأندلسي.

وكتابُ ابن جزي هذا يمتاز بالاختصار مع وفور الاستدلال العقلي والنقلي، وتحقيق التوازن بين مباحث العقيدة المختلفة، دون خوض في المسائل الخلافية الشائكة التي تَفرَّقَ المسلمون بسببها طرائق قددا.

وقد اجتهد الشيخ حماد القباج – وفقه الله – في التعليق على هذا الكتاب، وتفصيل كثير مما أجمله، وتقييد كثير مما أطلقه، مع اجتلاب فوائد علمية، وتحريرات عقدية، من أئمة المالكية المتقدمين والمتأخرين، ومن غيرهم من العلماء والمفكرين والمتخصصين، مع التركيز على القضايا التي تشغل بال المسلم المعاصر خاصة قضية وجود البارئ سبحانه، والرد على شبهات الملاحدة واللادينيين.

وقد أحسن في جميع ذلك أيما إحسان، واستطاع التوفيق بين كلام العلماء المنتمين إلى مدارس عقدية مختلفة، مع الاحتفاظ بما لا بد منه من الصلابة العقدية، والالتزام بالأصول المنهجية الكبرى لأهل السنة والجماعة؛ وإن كنت أخالفه في بعض المواضع اليسيرة، التي أرجو أن تتاح لي فرصة مناقشتها مع الشيخ في لقاء أخوي مباشر؛ وأخص من تلك المواضع قضية رفع المدرسة المالكية إلى مقام المذهب العقدي المستقل، وعدم تعليق الشيخ على استدلال ابن جزي بالتغير على الحدوث.

وإنني لأسأل الله تعالى أن يبارك للشيخ في هذا المولود الجديد، وأن ينفع به، ويجعله فاتحة لمشروعات علمية مثمرة أخرى.

والله الموفق.

د. البشير عصام المراكشي

17 جمادى الآخرة 1441 (الموافق 12 فبراير 2020)

تقريظ الشيخ الدكتور رشيد بن بنكيران

الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على رسوله الذي اصطفى،

أما بعد:

فبين يديَّ الساعة كتاب “غرناطة في مواجهة الإلحاد” وهو من تأليف: الأخ الكريم، والناقد الخبير، فضيلة المفكر، والباحث المحقق في التاريخ المغربي والحضارة الإسلامية، الشيخ المصلح المجاهد حماد القباج حفظه الله تعالى، وقد أرسل إلي الكتاب منذ مدة، وقدر الله أن شُغلت عنه لعارض خاص إلى أن تيسرت لي العودة إليه، شاكرا المولى تيسره وتوفيقه، فقرأته كله، متنقلا بين فصوله، ومستمتعا بفقراته، ومعجبا بفوائده ونكته.

وكتاب “غرناطة في مواجهة الإلحاد” هو شرح لكتاب العالم الكبير صاحب التصانيف العجيبة أبي القاسم محمد ابن جزي الكلبي الغرناطي المالكي (ت: 741هـ) المسمى:”النور المبين في قواعد عقائد الدين“، والذي كما يدل من عنوانه أنه كتاب يتعرض لأمهات المسائل المرتبطة بالعقيدة الإسلامية وأركانها؛ مثل مسألة وجود الله ومسألة التوحيد ومسألة التثليث كما هي عقيدة النصارى، والتي نحا فيه ابن جزي الغرناطي منحى الاعتماد على الأدلة العقيلة في إثبات الحق في تلك المسائل العقدية مشفوعةً بالأدلة النقلية.

وقد أحسن ابن جزي رحمه الله غاية الإحسان في تقرير أمهات مسائل العقيدة، وكان كتابه ذاك نورا بحق للمؤمنين الموحدين ليزيدهم يقينا وإيمانا، ونورا كذلك للحيارى والتائهين في ظلمات الشرك وأغلال الإلحاد في القرن الثامن الهجري.

هذا، وكتاب “غرناطة في مواجهة الإلحاد” للشيخ حماد القباج حفظه الله تعالى، والذي ذيله بعنوان ثان تحت العنوان الكبير: “اليقين في شرح النور المبين“، جاء ليربط الماضي بالحاضر، ويحيي منهاج الاستدلال بالأدلة العقلية على أمهات مسائل الاعتقاد، الذي سلكه العلماء قديما في مواجهة الدعوات الهدامة للتشكيك في عقائد المسلمين ومنها كتاب “النور المبين في قواعد عقائد الدين”، ولست أعني هنا بالأدلة العقلية ما عُـرف ببعض مباحث علم الكلام التي ـ حقيقة ـ فرقت المسلمين فضلا على أن تدافع عن عقائدهم، وإنما المراد بالأدلة العقلية هنا ما جاء مقررا في النصوص الشرعية من دليل التمانع، ودليل العناية، ودليل البرهان الكوني وغيرها من الأدلة العقلية والعلمية المشار إليها في القرآن المقروء، وجاء تصديقها في القرآن المشهود.

قلت: جاء كتاب “غرناطة في مواجهة الإلحاد” أو “اليقين في الشرح النور المبين” جاء ليربط الماضي بالحاضر في ظرف حرج ومرحلة شديدة تعصف بإيمان بعض شباب المسلمين، وتسعى لتوسيع دائرة الإلحاد في مجتمعهم، ونشر الشك في أصول الاعتقاد في الجامعات والمؤسسات التعليمية والتربوية، ليكون هذا الكتاب عونا لهؤلاء الشباب والناس عموما في حفظ إيمانهم ودفع ما يفسد عقائدهم، وإبعاد ما يجز بهم في الانحراف الفكري والفساد الأخلاقي.

وقد وُفّق الشيخ حماد القباج غاية التوفيق ـ حفظه الله ـ في شرحه للكتاب الأصل والتعليق عليه، فقّدم مدخلا نفيسا يتعلق بدراسة العقيدة الإسلامية، كما فصل ـ مشكورا ـ في كثير مما أجمله ابن جزي رحمه الله وأطنب في تفصيله، ونقل نقولات طيبة تدل على سعة اطلاعه وحسن اختياره، فتنوعت مصادر شرحه؛ فكان منها لعلماء متقدمين ومنها لعلماء متأخرين، وكذلك تنوعت مراجعه بين ما يرتبط بعلوم الشريعة وبين ما يرتبط بالعلوم الإنسانية.

وسلك ـ وفقه الله ـ في تقرير مسائل الاعتقاد أثناء شرحه وبين ثنايا تعليقاته وتقييداته منهاج أهل السنة والجماعة، فكان بذلك ـ حفظه الله ـ أثريا جمع بين الاستشهاد بالنقل الصحيح ونتائج العقل السليم، ومتبعا في ذلك أثر العلماء الراسخين، فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء.

ومن الثمرات المرجوة في مسلكه هذا ـ إن شاء الله تعالى ـ أن يحفز كذلك الشباب السلفي من الاستفادة من الكتاب الأصل مع الشرح، وتبدد المخاوف من كتاب”النور المبين في قواعد عقائد الدين” بسبب أشعرية ابن جزي الغرناطي رحمه الله، التي لا يجد المتأمل أو المتفقه في كتابه “النور..” تقريرا لتلك العقيدة ولله الحمد والمنة، إلا إشارة صغيرة حمالة وجهين؛ وجها صحيحا مقبولا وآخر خطأ مرفوضا، كنت أود أن يشير إليها فضيلة الشيخ حماد حفظه الله، لكونه سلك في شرحه الماتع المفيد مسلك التفصيل والإطناب، وهو مني مجرد اقتراح، وإني لأرجو من الله أن تتهيأ لي فرصة مذاكرة هذا الأمر معه في لقاء قريب.

وأخير، أسأل الله جل في علاه أن يبارك لفضيلة الأخ الكريم، المفكر المحقق الشيخ حماد القباج في عمره وعافيته وعلمه، وأن ينفع الله بكتابه هذا”غرناطة في مواجهة الإلحاد” المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

وكتبه الذي يرجو عفو ربه وستره:

د. رشيد بن أحمد بنكيران

يوم الأحد بتاريخ تاسع رمضان لسنة 1441هـ / الموافق 03/ 05/ 2020م 

 

تقريظ الشيخ الأستاذ حسن بوجعادة:

إنني أعتبر هذا الكتاب؛ مرجعا فريدا في تصحيح منهجية عرض علم العقيدة؛ والرجوع به إلى طريقة أئمة هذا الدين، الذين حرصوا من خلال ذلك العلم على تعميق اليقين في نفوس المؤمنين، وإقناع الكافرين بقواعد عقائد الدين؛ وهو ما ساعد على دخول الناس في دين الله أفواجا، واحتضان الأمم لهذا الدين بصدر منشرح، ونقل منفتح.
وهكذا جعل من علم العقيدة طاقة لشحذ الهمم وترسيخ العزم على المرابطة على الثغر الغرناطي الذي بقي قطره القطر الوحيد الذي يرفع راية التوحيد في جنوب القارة الأوروبية.
وبهذا الكتاب وغيره من حصون الرباط العقدي؛ أضاف الإسلام قرنين إلى عمره في ذلك القطر.